المحافظة لم تشهد بناء مستشفى جديد منذ 60 عاماً وبها نقص فى عدد الأطباء 175 مليون جنيه الموازنة المتاحة ينفق نصفها تقريبا على رصف الطرق فقط تنظم قوافل دعوية تضم سيدات للتصدى للفكر المتطرف بالقرى أزمة ضعف مياه الشرب ستنتهى يناير المقبل .. والمينى باص المكيف ب 2.5 جنيه بعد أن قمنا بجولة على أرض الواقع تحدثنا فيها إلى البسطاء وأهالى القرى والمدن التى تعانى من نقص الخدمات وتدهور الأوضاع فى بعض المستشفيات والمرافق وكوارث مياه الرى وأزمات جفاف نهايات الترع..والأهم من ذلك انتشار الفكر المتطرف فى معظم المناطق تقريبا. حملنا كل الهموم وغيرها إلى الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم الذى ظل قرابة الساعتين يتحدث إلينا بقلب مفتوح كاشفا عن العديد من الحقائق التى تعلن لأول مرة. محافظ الفيوم اعترف بوجود قرى تمثل بؤر إرهابية كاملة ولم تنكر أن هناك من يساعدون الإرهاب سواء بالتمويل أو غيره وكشف فى حواره الساخن مع «الأهرام» عن مافيا حيتان الأراضى واأن حالة بعض المستشفيات سيئة وعلى وعد بتحسن الأوضاع. وفيما يلى تفاصيل الحوار. بعد ما يقرب من عام على توليك منصب محافظ الفيوم..ما هو تشخيصك لمشكلات المحافظة؟ لقد استطعت بعد أيام قليلة من تولى المسئولية من الإلمام بمشكلات المحافظة ومقوماتها، خاصة، أن لها مشاكل وإمكانيات غير مسبوقة فالفيوم تعد من أفقر محافظات مصر وبالرغم من قربها من القاهرة فإن الفكر المتطرف يمثل أكبر المشكلات بها، فضلا عن مشاكل أخرى فى قطاعات مياه الشرب والرى والصحة، وتدهور مستوى التنمية. فالقضية كانت فى غاية الصعوبة، والموازنة المتاحة للمحافظة ضعيفة ولا تلبى طموحات أهل الفيوم، ولديهم إحساس دائم بالضيق والتهميش، فلك أن تتخيل أن الموازنة المتاحة من الدولة للمحافظة العام الماضى كانت 168 مليون جنيه بخلاف موازنات الوزارات وأصبحت العام الحالى 175 مليون جنيه. كيف انفقتهم؟ 90 مليون جنيه لرصف الطرق والباقى لأنشطة أخرى مثل الإنارة والكهرباء وتحسين البيئة والدفاع المدني، فمثلا تم تركيب كاميرات مراقبة للميادين والشوارع ب 5 ملايين جنيه. نعود إلى الفكر المتطرف بالفيوم ..اشرح لنا خريطة الجماعات الإرهابية خاصة وأنها تمتد لسنوات طويلة؟ لا أنكر وجود بؤر وعناصر كثيرة موالية للجماعات الارهابية فى بعض القري، ومعروف انها تأوى العناصر المتشددةو ولكننى من المؤمنين بفكرة أن التطرف سببه الفقر والجهل، وهناك قرى بالكامل ينتمى معظم أهلها لجماعة الإخوان الإرهابية ولا أفضل ذكر أسمائها لأن هناك مواطنين مخلصين لبلدهم ويسعون فى الإصلاح. انت ماذا فعلت لمواجهة المتطرفين؟ بذلنا جهداً ملموسا وتعاونت معنا كثيراً وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور مختار جمعة وحالياً نقوم بعمل قوافل دعوية للقرى بالتعاون مع التربية والتعليم ومراكز الشباب وتضم هذه القوافل سيدات تصل إلى البيوت، والفيوم هذا العام لا يوجد بها أى حوادث ارهابية باستثناء الحادثة الأخيرة، وثبت أن مرتكبيها ليسوا من أبناء الفيوم، فالمحافظة بها ظهير صحراوى كبير تختبئ به العناصر الإجرامية. هل تعتقد أن هناك عناصر أخرى مختبئة حتى الآن؟ بالتاكيد هناك عناصر لم يتم القبض عليهم وربما يكونوا مختبئين فى الظهير الصحراوي، ولكن الأمن فى الفيوم يحكم قبضته والمواطن الفيومى يلمس الدور الأمنى بشكل واضح. هل فكرتم فى محاورة أصحاب الفكر المتطرف لإعادتهم إلى الصواب خاصة الشباب المغرر بهم؟ هناك متخصصون نرسلهم للتحاور معهم وحل مشاكلهم مثل توفير فرص العمل الحقيقية وإحداث نهضة فى الخدمات وهناك أمور أخرى تكون الكلمة فيها للأجهزة الأمنية. علمنا أنك قمت بزيارة إحدى مناطق تواجد الإرهاب هل هذا صحيح؟ فى بداية تولى المسئولية ذهبت فعلا لمعرفة مشكلات المواطنين ولم أكن أفرق بين منطقة وأخرى ولكن هذا لايتم فى كل الأحوال..المهم أن نعالج الفكر المتطرف بالتنمية وأن يكون لدينا دور حقيقى لحل المشكلة بالتنسيق مع كل المؤسسات، وهذا ما أدى إلى تراجع فى الفكر المتطرف. ننتقل إلى ملف الخدمات.. لقد قمنا بجولة وسألنا المواطنين عن حال المستشفيات فوصفوا لنا مستشفى طامية بأنها كارثة.. فما ردك عليهم؟ نحن نعانى من نقص فى عدد الأطباء وقلة فى الامكانات ومستشفى طامية بها مشاكل نسعى لحلها ويكفى أن نقول لكم أن أول جهاز لقسطرة القلب تم تركيبه هذا الاسبوع بها وفى مستشفى الفيوم العام طورنا الاستقبال وقسم الأطفال، وأصبح لدينا أكبر قسم حضانات على مستوى الجمهورية، ولا أبالغ إذا قلت لك أن هذا مستشفى أصبحت «أمريكاالفيوم» وقد قمت بزيارتها أكثر من 20 مرة. وربما لا تصدق أن الفيوم لم يقام بها مستشفى جديد منذ أكثر من 60 عاما وحاليا نقوم ببناء مستشفى جديد على مساحة 42 ألف متر بتكلفة 850 مليون جنيه منهم 400 مليون جنيه إنشاءات فقط و450 مليون جنيه تجهيزات طبية وتأثيث، وبدأ العمل به منذ أسبوعين وتنتهى خلال 18 شهراً، والصحة فى أى مكان بشكل عام لايرضى عنها احد من المواطنين. ماذا عن الوحدات الصحية المغلقة؟ يوجد لدينا أكثر من 20 وحدة صحية لا يوجد بها أطباء ويتم تكليف الأطباء فى المستشفيات وندبهم للعمل فى الوحدات الصحية، إلى جانب تدنى أجورهم وخصوصاً بالأرياف بالإضافة لوجود عجز فى بعض التخصصات. ما الحل لهذه الأزمة؟ وزير الصحة وعدنى بتعديل التشريعات ولائحة الأجور للارتقاء بمستوى الطبيب، ويوجد فكر لدى الوزير بتعديل القوانين، ووضعنا فى خطة الموازنة الحالية تقديم جهاز أشعة متنقل وإنشاء قسم للحروق وآخر للسموم لوحظ على شبكات التواصل الاجتماعى أن هناك حالة من السخط من أداء وكيل وزارة التربية والتعليم وأن هذا القطاع ملئ بالفساد.. فما ردكم؟ هناك من يروج هذا الكلام والحقيقة ان وكيل وزارة التربية والتعليم رجل منضبط وصارم وكلما زادت الأقاويل على شخصه فتأكد أنه شخص منتج كما ان المحافظة هذا العام لم يكن بها حالة غش واحدة فى أى من الشهادات العامة، وقد استطعنا تجديد المدارس وإنشاء ملاعب رياضية والأهم من ذلك اننا نجحنا فى خفض نسبة الأمية فالعملية التعليمية عبارة عن مدرسة ومعلم وطالب وفى العام الماضى فقط قمنا ببناء 2130 فصلا دراسيا بزيادة 300% عن العام الماضي. معنى كلامك أنك راض عن أداء المدارس بالفيوم؟ نعم راض جدا فهناك بعض المدارس فى العزب والنجوع تحقق نتائج افضل من مدارس اخري. شكاوى الرى بالفيوم لا تنتهي.. هل هناك حل لهذه الأزمة؟ بداية نحن لدينا 420 ألف فدان مقننا، فى حين أن اجمالى المنزرع 490 ألف فدان وهذا يعنى ان هناك 70 ألف فدان يتم ريها بتعديات على المياه فهؤلاء يسرقون من الترع ويأخذون حصة الآخرين وقد قمنا بحملات كثيرة، مما أدى الى تراجع المشكلة. وهل ستقوم المحافظة بتقنين أراضى واضعى اليد بالفيوم؟ لم ولن نقنن أى أرض «وضع يد» إلا اذا كان هناك تقنين مائى إضافى للمحافظة بمعنى زيادة المخصص المائى للفيوم ومن هذا المنبر اطالب بدعم الفيوم والنظر إليها لأنها ليس لديها أى مصادر للمياه ولا يوجد بها مياه جوفية معنى كلامك أنك ستأخذ من حصص المحافظات المجاورة؟ هذا شأن يخص وزارة الرى وهى المنوطة بتدبير المياه وفقا للظروف المتاحة. إذا كنتم ليس لديكم أى مصادر مياه وهناك من يعتدون على المياه فما تفسيرك لما يتم الترويج له دائماً عن بيع اراضى بآلاف الأفدنة وبمصادر المياه؟ هؤلاء مافيا وحيتان ينصبون على المواطنين ويبيعون لهم الوهم والكذب وقد حصل بعضهم بالفعل على الاراضى وحاولوا توصيل مصادر مياه من المخصص للاراضى الأخرى ونحن نخوض حربا معهم وقد قمنا بحملات إزالة لم نفرق فيها بين احد فمنهم رجال أعمال ورئيس قناة فضائية واصحاب نفوذ فعندما بدأنا بحملات الإزالة قمنا بازالة اراضى لمستشارين وأعضاء مجلس نواب ولواءات شرطة ولم نفرق بين مواطن وآخر وفقاً لتوجيهات الرئيس، وكانت رسالتنا اننا لا نهتم بالأسماء أو المناصب عند تنفيذ أى إزالة. سمعنا شكاوى كثيرة جدا تتعلق بضعف مياه الشرب وعدم وصولها للأدوار الأرضية؟ نعم هناك مشكلة تتعلق بضعف مياه الشرب ولكن ليس لهذه الدرجة وسوف تنتهى كل هذه المشكلة بمجرد دخول محطة مياه طامية الجديدة للخدمة فى يناير المقبل، فهذه المحطة سترفع المقنن المائي. هل أنت متفائل بأنك ستفعل شيئا للمحافظة؟ متفائل جدا بمستقبل المحافظة اذا سرت على نفس النهج ولكننا بحاجة شديدة لتعديل القوانين والتشريعات خاصة القانون 119 الذى يمنع التصالح فى مخالفات المبانى فهو يمثل كارثة وهو السبب فى تفشى المخالفات للبناء. هل لديك فساد بالإدارات الهندسية فى الأحياء؟ أجاب بمنتهى القوة والوضوح وكرر كلمة نعم ثلاث مرات، وقال لقد كشفنا العديد منهم وتم احالتهم الى النيابة بمساعدة الرقابة الإدارية وتم حبس احدهم وقام بسداد 10 ملايين جنيه من اصل 40 مليون جنيه حصل عليهم بطرق غير مشروعه. ما الحل للقضاء على النوع من الفساد؟ لدى مقترح للأشخاص الذين يخرجون معاش مبكر أن يتم استبدالهم بشباب والتعاقد مع مهندسين حديثى التخرج واستبعاد كل من تحوم حولهم الشبهات ولدى تصور فى هذا الإطار سوف نطبقه. كيف ترى منظومة الخبز الجديدة؟ لا يوجد أى شكاوى نهائياً، وأجريت اتصال مع وزير التموين ولم يحدث لدينا أى اضراب أو نقص، فالرقابة محكمة والمنظومة جيدة. الناس يشتكون مر الشكوى من الأسعار والغلاء هل يوجد رقابة على الأسواق لضبطها؟ الفيوم من افضل المحافظات فى التموين وذلك بتقرير من الاجهزة الرقابية وأثناء أزمة السكر اغلب المحافظات تأتى وتحصل على السكر من الفيوم. لماذا تغيب الفيوم عنا سياحياً ولا تحقق دخلاً من هذا القطاع؟ لا نستطيع تحديد دخل المحافظة من السياحة، لأنه لا يوجد بها مطار، والدخل الوحيد المعروف يتمثل فى تذاكر وادى الحيتان، وخلال أسبوعين سنقوم بافتتاح قرية «بيوم» السياحية، وانشاء 20 مشروعاً منهم 10 داخل قطاع السياحة وآخرين فى مجالات أخري، وكذلك يتم حاليا إنشاء شاطئ مفتوح للمواطنين على بحيرة قارون للقادمين من القاهرة وبنى سويف بدلاً من الشواطئ الخاصة. أزمة بحيرة قارون ..نسمع عنها منذ عشرات السنين ولم تنتهي..ما الحل؟ المشكلة أنه يوجد لدينا مصرف يسمى «البطس» يصب فى البحيرة منذ سنوات طويلة ولا يمكن إغلاقه كى لا تجف البحيرة والحل فى أننا نقوم الآن بإنشاء محطات معالجة ثلاثية لمياه الصرف وبالتالى تدخل المياه للبحيرة بدون مواد صلبة أو صرف وحتى الآن أنجزنا 1.5 كيلو متر من 10 كيلو مترات ومن المتوقع أن ينتهى العمل به فى عام 2018، وعملية تطوير البحيرة ستتكلف 10 مليارات جنيه تم اعتماد 2 مليار منهم حتى الآن. هل يوجد لديكم أى مشاريع لحل أزمة المواصلات؟ قمنا بعمل مشروع رائد لخدمة المواطنين يسمى «المينى باص المكيف» وبه «واى فاي» لخدمات الإنترنت وشاشة عرض يتم استغلالها فى حملات لتنظيم الأسرة وعرض الأماكن السياحية وسعر التذكرة به 2.5 جنيه من خلال الاطلاع على خريطة الطرق بالمحافظة وتحديد مسارات للنقل الداخلى فى المدينة، كما طلبت باقى المراكز بتعميم المشروع.