اندلعت مواجهات بين المصلين والقوات الإسرائيلية، أمس فى باحات المسجد الأقصى،وقال الهلال الأحمر الفلسطينى فى بيان إن المواجهات فى المسجد الأقصى أسفرت عن سقوط 60 جريحا أصيبوا بكسور ،واختناقات فضلا عن إصابات بالرصاص المطاطي،كما قام عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية بإنزال العلم الفلسطينى من أعلى المسجد الأقصى. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد حاصرت المصلين الذين دخلوا، أمس، ولأول مرة منذ أسبوعين من باب حطة إلى المسجد الأقصى فى المنطقة ما بينه وبين مسجد قبة الصخرة. ورصد مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط استمرار إطلاق قنابل الغاز والصوت على المرابطين، بعد أن قام عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية بإنزال العلم الفلسطينى من أعلى المسجد الأقصى. وقال مراسل “رويترز” فى المسجد الأقصى، إن عددا من الجنود الإسرائيليين اعتلى سطح المسجد لإنزال الأعلام الفلسطينية التى رفعها المصلون بعد دخولهم. وقال سامح شكرى وزير الخارجية فى الإجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب أمس إن مصر قد حذرت من خطورة الإجراءات التى اتخذتها إسرائيل بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، مطالبا إسرائيل بإعادة الهدوء فى القدس، ومحملا إياها المسئولية إزاء ما يحدث من انتهاكات تجاه المسجد الأقصى. وكانت سلطات الاحتلال قد قامت فجر أمس بإزالة البوابات الحديدية والكاميرات الإلكترونية والجسور التى نصبتها فى محيط باب الأسباط بالمسجد الأقصى المبارك بعد يوم الرابع عشر من شهر يوليو الجاري، وذلك بفعل التحرك والضغط الشعبى والرسمى الفلسطيني، وهو ما وصفته المرجعيات الدينية ممثلة برئيس مجلس الأوقاف الإسلامية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ومفتى القدس والديار الفلسطينية والقائم بأعمال قاضى القضاة -فى بيان أمس- بالنصر العظيم المشرف لأبناء الشعب الفلسطيني. ولفت البيان الى أن تراجع الاحتلال عن اجراءاته الباطلة الظالمة بحق المسجد الأقصى جاء نتيجة ثبات وصمود الشعب مثمنا الوقفة المشرفة للشعب الفلسطيني على الشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمنا لكرامة الأمة وعزتها، وأكدت المرجعيات الدينية أن الصمود التاريخى والوحدة والاجماع حول قضية الاقصى أرغمت الاحتلال على التراجع عن قراراته الاخيرة الباطلة والظالمة بحق المسجد، معربين عن أملهم فى أن تبقى الهمة عالية ومرفوعة الرأس، لأن الطريق لا زالت طويلة وتحفها الأشواك والمكاره. وتابع البيان: أن اجبار الاحتلال على سحب ما عرف بالبوابات الالكترونية والكاميرات الذكية وإنزال ما نصبه من جسور معدنية ومسارات هو جزء من المطالب العادلة، والمتمثلة بإعادة مفاتيح باب المغاربة المغتصبة منذ عام 1967، لدائرة الأوقاف الاسلامية ودخول كافة المسلمين من كافة أبواب الاقصى دون قيد أو إعاقة. وأكد أن دائرة الأوقاف والشئون الاسلامية والمقدسات الإسلامية فى القدس هى المسئول المباشر عن شئون الاقصى وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن يتدخل الاحتلال فى أى شيء من مهامه، مثمنة الوقفة المشرفة للدائرة وصمود إدارتها وموظفيها وحراس الاقصى وسدنته. وحيت المرجعيات القوى والفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطينى من المسلمين والمسيحيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة أبناء الشعب وقيادته ونوابه فى الداخل الفلسطينى والشتات بمختلف فئاتهم وأطيافهم فى وقفتهم المشرفة المعبرة عن صدق انتمائهم وحبهم الوطنى المعهود. مؤكدة رفضها تحديد أعمار الداخلين الى الأقصي، مشيرة الى أن المسجد هو حق لكل المسلمين الصغير والكبير. وطالبت دائرة الأوقاف الاسلامية بإغلاق كافة المساجد فى مدينة القدس اليوم الجمعة لأداء الصلاة فى المسجد الأقصي. وتعهدت المرجعيات الدينية فى ختام البيان بالاستمرار فى الدفاع عن الأقصي ، ودعوا أبناء الشعب الفلسطينى من القدس والداخل وكل من يستطيع الوصول إليه الدخول الجماعى الى رحابه مهللين وألسنتهم تلهج بالدعاء بأن «يحفظ أقصانا وقدسنا وشعبنا » بما يليق بمكانة الاقصى وتفويت الفرصة على سلطات الاحتلال المتربصة بنا وعدم العودة الى إجراءات تعيق الوصول الى المسجد بحرية. وفى السياق ذاته أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن الإنجاز المهم الذى حققه الشعب الفلسطينى برباطه وصموده فى وجه إجراءات الاحتلال الإسرائيلى ضد المسجد الأقصى المبارك، يُشكل فرصة حقيقية يجب البناء عليها لتحقيق المزيد من الإنجازات الخاصة بالأقصى والقدسالشرقيةالمحتلة. وأضافت فى بيان أمس «إن تجاربنا السابقة مع سلطات الاحتلال معقدة ومريرة، وتقديرنا أن الاحتلال وأجهزته المختلفة سوف يبدأ بجولات جديدة ويكرر محاولاته للسيطرة على المسجد الأقصي، وتقسيمه زمانيا ًومكانياً ضمن مخطط معروف وواضح المعالم مطالبة بالاستفادة من هذا الزخم الشعبى الذى مثل تحدٍ كبير لسلطات الاحتلال وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولى والاتفاقيات الموقعة، والذى جسد أيضاً اجماعاً شعبياً ووحدة وطنية ميدانية يجب أن تكون نبراساً لعملنا فى المرحلة القادمة، هادياً ونموذجاً لنا فى معاركنا القادمة من أجل القدس والمقدسات وفى مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ومن جهته قال الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية - فى تصريح لمندوب الأهرام - أن المقدسيين البواسل والشعب الفلسطينى انتصروا على نيتانياهو وقرارات حكومته وأجبروه بنضالهم ومقاومتهم الشعبية على إزالة البوابات الالكترونية والكاميرات والممرات عن أبواب المسجد الأقصى التى يجب الاصرار على أن تفتح جميعها. وقال إن تضحيات الشهداء الذين قدموا حياتهم وأكثر من ألف جريح فلسطينى لم ولن تذهب هدرا و أن الشعب الفلسطينى قدم فى القدس نموذجا رائعا لقوة وفاعلية المقاومة الشعبية وأعاد إحياء نمط و كفاح الانتفاضة الشعبية الأولي.