مررت صبيحة ظهور نتيجة الثانوية العامة بإحدى المدارس الثانوية ، فلم أر أى مظاهر تدل على هذا الحدث الجلل، ولا زحام، ولا وجود للطلاب أمام المدرسة، وأثار ذلك شجونى، وتذكرت سنوات ما قبل الإنترنت، وكيف كان يتم استقبال النتيجة والاحتفال بها، حيث كان الطلبة وذووهم يذهبون مبكرا إلى مدارسهم، ويتجمعون بفنائها انتظارا لإعلان النتيجة بميكروفون الإذاعة المدرسية، وأتذكر أن إحدى محطات الإذاعة كانت تذيع النتيجة بأرقام الجلوس دون الإعلان عن مجموع كل طالب، وكثيرا ما كنا نسمع جملة «مدرسة كذا.. لم ينجح أحد» وأتذكر كيف كانت تلك النتيجة «سبوبة» لعمال المدارس، حيث كانوا يصرون على الحصول على «حلاوة النجاح» وأخذتنى شجونى لأبعد من ذلك، وتذكرت فراش مدرستى الابتدائية، مدرسة ميت سويد الابتدائية بالدقهلية مع بداية سبعينيات القرن الماضى، فقد كان عم محمد أو الشيخ محمد الصيفى رحمه الله هو فراش المدرسة، وكان يذهب للمركز مركز دكرنس صبيحة إعلان نتيجة الشهادة الابتدائية ويحصل على كشف النتيجة، ويطوف على منازل الناجحين بالقرية لتهنئتهم وإبلاغهم بالمجموع الحاصلين عليه، ولم تكن حلاوة النجاح حينها مبالغ مالية، ، وإنما عبارة عن «ذكر بط سمين» أو «زوج فراخ شمورت» أو عدد لا بأس منه من «الحمام الزغلول» أو كمية من البيض البلدى اللذيذ... وغيره مما يجود به أهل دار الناجح، وأتذكر عم محمد حينما كان يسأله أحد الراسبين عن نتيجته فقد كان يجيبه بأن هناك كشفا آخر سيحصل عليه بعد يومين لأسماء باقى الناجحين، وذلك منعا للإحراج... كانت أياما جميلة. د. حسام الدين أحمد سلطان بورسعيد