استمر أمس الرفض الفلسطينى للإجراءات الإسرائيلية فى المسجد الأقصي، حتى بعد إزالة البوابات الإلكترونية وتركيب كاميرات ذكية حول بوابات الأقصي. كما استمر فى الوقت نفسه التصعيد الإسرائيلى والقمع والمواجهات مع أبناء الشعب الفلسطينى فى القدسالمحتلة وأنحاء الضفة وغزة، فبعد مطالبة الرئيس الفلسطينى محمود عباس تل أبيب بأن «تعود الأمور إلى طبيعتها فى القدس». قالت هيئة الأوقاف الإسلامية إن المصلين سيستمرون فى الصلاة خارج الحرم القدسى بالشوارع المحيطة به. وقال متحدث باسم الهيئة إنها فى انتظار قرار لجنة فنية ولكنها تطالب بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 14يوليو، ودعا وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى الشيخ يوسف ادعيس المؤسسات الدينية العربية والإسلامية للوقوف بحزم أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات، مجددا الدعوة للصلاة فى الأماكن العامة يوم الجمعة المقبل، ومحذراً من التهاون فى التعامل مع الوقائع التى تحاول حكومة الاحتلال تثبيتها على أرض الواقع، من تركيب كاميرات «ذكية» ومحاولات لإغلاق بوابات، وتفتيش مذلّ ومهين، فيما يتم اقتحام «الأقصى» من قبل المتطرفين بشكل يومى دون أى إعاقات. وأوضح أن الاحتلال بأجهزته الأمنية والمستوطنين، قد انتهك واعتدى على المسجد الأقصى منذ بداية الشهر الحالى 110 مرات، منها 90 اعتداء منذ إغلاق المسجد الأقصى فى 14 من الشهر الحالي.ورحب ادعيس بالمواقف الأخيرة للجامع الأزهر ومنظمة التعاون الإسلامي، وجدد الدعوة لشد الرحال إلى الأقصى ودعم مدينة القدس وأهلها المرابطين. ومن جانبه، دعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» الدول العربية والإسلامية إلى التحرك لوقف إجراءات إسرائيل. يأتى ذلك فى وقت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أصدر تعليماته إلى الشرطة بتفتيش المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصي، وذلك عقب ساعات على قرار إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصي. وذكر موقع واللا الإخبارى الإسرائيلي، أن القرار اتخذ عقب اتصال بين نيتانياهو ووزير الأمن الداخلى جلعاد إردان، حيث اتفقا فيه على تفتيش المصلين الداخلين للأقصى بشكل فردى وعبر فاحصات المعادن اليدوية. وشرع الاحتلال بنقل الأتربة، والحجارة، التى اقتلعها من منطقة باب الأسباط، تمهيدا لعمل بنية تحتية، لوضع كاميرات مراقبة ذكية. كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس، أن الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة منطقة عسكرية مغلقة، بحيث يحظر على الفلسطينيين دخول الحرم للصلاة والتجوال فى المنطقة. وفى الوقت نفسه، استهدفت بحرية الاحتلال أمس مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل قطاع غزة. وفى بيت حانون شمال القطاع، توغلت ست آليات عسكرية إسرائيلية، وسط إطلاق نار وأعمال تجريف.