تُعطى هذا البطل أرفع الأوسمة ولا تُوَفّيه حقه! المشهد مهيب يملؤه الحذر والترقب، لسيارة مدنية تتقدم نحو كمين للقوات المسلحة جنوبالعريش، فتتصدَّى لها دبابة وتمنع تقدمها، فيتبين أن ركابها مجموعة إرهابية أخرجوا بنادقهم الآلية ورشاشاتهم وبدا عليهم أنهم سيغادرون سيارتهم ليمطروا الموجودين بالرصاص، فأدرك البطل قائد الدبابة أنه إذا لم يتصرف بأسرع منهم فإن مجزرة سوف تحدث لزملائه ولمن تصادف وجودهم فى المكان، فاتخذ قراره الشجاع بأن يدهس سيارتهم بالدبابة، بكل ما فى ذلك من خطورة محققة على حياته! لم يستغرق الموقف كله سوى ثوان معدودة، وما إن ابتعدت الدبابة أمتاراً قليلة بعد أن خسفت السيارة حتى انفجرت بمن فيها انفجارا هائلاً يؤكد، وفق بيان القوات المسلحة، أنها كانت مفخخة بنحو 100 كجم من المواد الشديدة الانفجار، مما أدّى إلى استشهاد 7 من المدنيين منهم سيدتان وطفلان! وكان يمكن أن يكون الضحايا بين 50 و60 شهيداً، إذا لم يبادر البطل بعمله الفذّ. هذه شجاعة أسطورية وسرعة بداهة أدرك بها البطل أن الوقت لا يسعفه لاستخدام سلاحه، وكان همّه الأكبر إنقاذ زملائه والعابرين الأبرياء، ولم يعبأ بأنه مقبل على الموت. فأى جنود فى أى بلاد هذه الأيام يفعلون مثله فى مثل هذا الموقف؟ هذا البطل وزملاؤه هم أقوى سلاح تملكه مصر ضد الإرهابيين، وهم الذين يحيون الأمل فى الانتصار فى هذه المعركة، ومن حق الشعب أن يعرف بطولاتهم بكل ما يراعى سرية هوياتهم خشية التعرض لخسة انتقام الإرهابيين. فليت القوات المسلحة تضع فى اعتبارها الأثر الإيجابى على الجماهير العريضة عندما تستنير بهذه البطولات، وليطمئن أهالى الأبطال أن أبناءهم فى أعلى شرف لا يجزعون وهم يواجهون الموت. ومن مفارَقات الحياة البغيضة، أن يكون لدينا فى نفس اللحظة ثوار لا يردعهم شيء عن الاستظراف، فيتعجب بعضهم أن يظن أحدٌ أن فى هذا أى بطولة، لأنها، بعبقريته، لحظة خوف واضطراب تدفع الجندى إلى التهور فيُلقِى بنفسه إلى التهلكة!! فإلى متى يتحامى هؤلاء بحرية التعبير؟! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب