هو يوم جديد في مصر,لكنه معقد, مثير للارتباك والانزعاج بالنسبة لأمريكا,فأصبحت في حاجة لاعادة تقييم سياساتها تجاه دولتنا,تصحح من خلالها أخطاء ارتكبتها لعقود ماضية في تعاملاتها مع القادة العرب. تريد الآن اعادة بناء العلاقة من جديد علي أساس جديد في ضوء المتغيرات علي الأرض..تحتاج الي السير علي حبل رفيع مثل الأكروبات لكي تحافظ علي استقرار تلك الدولة العربية الأهم بالنسبة لها,كحليف أساسي لأمريكا,وكجارة مسالمة لاسرائيل,وألا تتركها تتحول الي باكستان أخري,تترنح بين مدنيين غير كفء وقيادات عسكرية تلعب دورا مزدوجا..وتجد واشنطن الفرصة متاحة الآن مع تولي الرئيس مرسي والاخوان الحكم..ولاتجدها مع القوي الديمقراطية المدنية التي قامت بثورة يناير,ولا مع القوات المسلحة..فماذا فعلت من أجل ذلك؟ ضغطت واشنطن بقوة علي المجلس العسكري-حسب واشنطن بوست-لكي يعترف بفوز مرسي,فأغضب القوي المدنية وأنصار اسرائيل بأمريكا..وقبل ذلك بقليل,حسب نيويورك تايمز,منحت تأشيرة سرية لعضو بمجلس الشعب ينتمي للجماعة الاسلامية التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية,ورحبت به ضمن وفد رسمي مصري تحت رعاية الخارجية الأمريكية,فأغضبت الكونجرس,وحاولت اقناعه واقناع الأمريكيين بأن وجود الاسلاميين في الحكم هو وسيلة لمحاربة الارهاب..وكانت هذه مجرد البداية لعملية اعادة البناء للعلاقة مع مصر. والآن تدرس الادارة الأمريكية أفضل الوسائل للتعامل مع الرئيس الجديد,واستخدام المساعدات الأمريكية..ولديها خطة حذرة تقضي بدعمه في الحصول علي مساعدات اقتصادية من صندوق النقد الدولي,واعفاءات من الديون,بشرط التزام مصر بتعهداتها بالحفاظ علي حقوق المرأة والأقليات,واحترامها لمبادئ الديمقراطية,والحفاظ علي أمن اسرائيل..وهذا ماعرضه نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز في زيارته الأخيرة لمصر ولقائه مع مرسي.. ولم يشر الي المساعدات العسكرية التي تعتزم واشنطن مواصلتها,وان كان هناك اتجاه لاعادة هيكلتها وتركيزها في مهام مثل محاربة الارهاب, وحماية الحدود بدلا من معدات عسكرية مرتفعة الثمن..لكن برغم كل مابذلته وتبذله واشنطن من أجل سيطرة الاخوان علي الحكم,الا أنها لاتراهم أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم.. فمن تعتمد عليهم اذن, القوي المدنية أم القوات المسلحة؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب