◙ الرئيس خلال افتتاح قاعدة «محمد نجيب» وتخريج دفعات الكليات العسكرية: الشعب هو سند مصر وأشقائه وأمته العربية فى الحق والسلام والبناء وليس فى القتل والتخريب والتآمر ◄أعلم جيدا حجم المعاناة بسبب ارتفاع الأسعار.. ونعمل على تحقيق نقلة نوعية يشعر بها المواطنون ◄القاعدة الجديدة إضافة لجهد الأجيال السابقة وإطلاق اسم محمد نجيب عليها تكريما لإسهامه الوطنى
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الشعب المصرى شعب عظيم وسند مصر وهو من يحميها ويحافظ عليها ويرفع شأنها وهو سند أشقائه وأمته العربية فى الحق والسلام والبناء والتعمير، لا فى الهدم ولا القتل ولا التخريب ولا التآمر ولا بث الفرقة بين الشعوب. وأضاف الرئيس، فى كلمته بمناسبة افتتاح قاعدة «محمد نجيب» العسكرية وتخريج دفعات جديدة من خريجى الكليات العسكرية والاحتفال بالعيد الخامس والستين لثورة 23 يوليو أن هناك من يحاول النيل من معنويات المصريين، موجها حديثه لهذه الجهات: «لن تستطيعوا النيل من مصر أو من أشقائنا فى المنطقة». وأشار الرئيس إلى أن الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها، «وطال الصبر عليه» هو دور الدول والجهات التى تقوم برعاية الإرهاب وتمويله فلا يمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط، والتغافل عن شبكة تمويله مادياً، ودعمه لوجستياً، والترويج له فكرياً وإعلامياً ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب فى مقتل مواطنينا، بينما يتشدق فى ذات الوقت بحقوق الأخوة والجيرة ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب. وأضاف الرئيس موجها حديثه لبعض الدول أنه عندما يقول لا تتدخلوا فى شئوننا فهو أمر شرعى ومحمود لأن كل الدول فى المنطقة بالرغم من أنها تجمعها ثقافة واحدة وأصول وديانة واحدة إلا أن كل دولة لها خصوصياتها، قائلا: » مصر بها ما يقرب من 100 مليون مواطن بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا فى اليوم الواحد بما يعادل تكلفة وجبات عام كامل فى بعض الدول الأخري.. وعندما نقوم بمشروع للإسكان الاجتماعى نبنى مليون شقة فى عامين أو ثلاثة بما يعادل عدد سكان بعض الدول الأخري»، متسائلا: »هل تقدر أن تصرف 100 مليار دولار سنويا على مصر..خليك فى حالك»، مؤكدا «لن تسمح مصر وشعبها بأن يتدخل أحد فى شئونها». وأضاف أن هناك من ينفق المليارات من أجل تدمير مصر والدول وسيحاسبون حسابا عسيرا أمام الله يوم القيامة. وأكد أن أسر الشهداء والمصابين قدمت أبناءها كى تبقى مصر وتظل صامدة أمام إرهاب وتطرف ومحاولات لإسقاط الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الحفاظ على شعب قوامه تقريبا 100 مليون أمر ليس باليسير. ووجه الرئيس، خلال الكلمة، التحية لاسم الرئيس الراحل محمد نجيب، والذى تحمل القاعدة العسكرية الجديدة اسمه، تكريماً لإسهامه الوطنى فى لحظة دقيقة وفارقة من تاريخ مصر. وأكد الرئيس أن هذا الصرح العسكرى يمثل إضافة لجهد وعطاء الأجيال السابقة، حيث تم تطوير المدينة العسكرية التى كانت فى نفس هذه المنطقة، لتصبح قاعدة عسكرية جديدة ومتطورة، مؤكداً ضرورة إعطاء كل ذى حق حقه. ورحب الرئيس خلال الكلمة بضيوف مصر من الدول العربية الشقيقة الذين شاركوا فى الاحتفال، مشيراً إلى ما تمثله مشاركتهم فى هذه الاحتفالية من تأكيد على وحدة الصف والتضامن العربي. كما وجه الرئيس حديثه للمصريين قائلا : »فى كل مرة أتحدث فيها إليكم أتوجه لكم بكل الشكر والتقدير الحقيقى وليس كلمات معسولة...هو تقدير حقيقى لوعيكم وتفهمكم وصبركم وتحملكم متطلبات الإصلاح». وأكد الرئيس أنه يشعر بالفخر والعزة أمام المجتمع الدولى الذى يعرب عن احترامه وإعجابه بالشعب المصرى ومساندته لقرارات الإصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى أنه عندما يلتقى بالمسئولين فى الخارج يعربون عن اندهاشهم لتحمل المصريين إجراءات الإصلاح وأنه يرد عليهم قائلا « المصريون أرادوا تغيير واقعهم وأن تكون مصر دولة تعتمد على نفسها وتحترم نفسها ويعلمون أن الثمن صعب.. عندما أرد عليهم ببقى مسنود بكم وكرامتى مرفوعة بكم». وأكد الرئيس على أهمية تغيير الواقع قائلا: «لازم نغير واقعنا ونبنى بلدنا بإيدينا وصبرنا وتحملنا وسيكافئنا الله»، مشيرا إلى أنه يعلم جيدا حجم المعاناة التى يتكبدها المواطن بسبب ارتفاع الأسعار. وفيما يلى نص كلمة الرئيس خلال الاحتفال: أصحاب السمو والمعالى ضيوف مصر الكرام، اسمحوا لى فى البداية أن أرحب بكم مجدداً على أرض مصر، بين شبابها الذين يحتفلون ونحتفل بهم اليوم بمناسبة تخرجهم فى كلياتهم ومعاهدهم.. إنّ تواجدكم اليوم بيننا، لهو تأكيد على وحدة الصف والتضامن العربي، ودليل جديد على ما يجمع بلداننا وشعوبنا من مصير مشترك، وتعاون بناء لمواجهة التحديات التى تواجه أمتنا العربية.. فبِاسمى وبِاسم الشعب المصرى أتوجه إليكم بكل التحية والتقدير والاحترام، لكم ولشعوبكم الشقيقة. شعب مصر العظيم، نحتفل اليوم معاً بتخريج دفعات جديدة من شباب مصر الأوفياء، لينضموا إلى جيش مصر العظيم فى مختلف أفرعه، متسلحين بما تلقوه فى كلياتهم ومعاهدهم من علمٍ حديث، وتدريبٍ راقٍ، وبناءٍ متكاملٍ للشخصية، وعقيدةٍ قتاليةٍ وطنية، لينالوا عن جدارة واستحقاق، شرف الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، وصون كرامة أبنائه، ورفع رايته عالية خفاقة دوماً بإذن الله. نحتفل اليوم كذلك، بافتتاح صرح عسكرى جديد، يجسد ما وصلت إليه القوات المسلحة المصرية، من تطويرٍ يضاهى أحدث القواعد العسكرية فى العالم.. صرحٌ يحمل اسم الرئيس الراحل/ محمد نجيب، تكريماً لإسهامه الوطني، وبرهاناً على وفاء مصر لابن من أبنائها، تصدى للعمل الوطنى فى لحظة دقيقة وفارقة، فلم يتردد لحظة، وإنما أظهر من الشجاعة والبطولة ما يستحق معه أن نتوقف أمام اسمه بالتقدير والاحترام. رجال القوات المسلحة الباسلة، أبنائى الخريجين، تبدأون اليوم حياتكم العملية فى ظرف إقليمى ودولى دقيق، يتطلب منكم أقصى درجات اليقظة والاستعداد القتالي، ويتطلب منكم كذلك معرفة مجموعة من المبادئ الأساسية، التى آمل أن تقود مسيرتكم خلال الفترة المقبلة: فلتعلموا أن شرف خدمة هذا الوطن العظيم، لا يدانيه شرف، وأن التضحية فى سبيل أمنه واستقراره وكرامته، هى واجب على أبنائه المخلصين. ولتعلموا أن القوات المسلحة، التى تتشرفون اليوم بالانضمام إليها، هى مؤسسة وطنية عريقة، آلت على نفسها منذ القدم، أن تصون هذا الوطن وتحمى مقدرات أبنائه، وأنها مؤسسة ذات تقاليد عسكرية راسخة، تقوم على الكفاءة والفاعلية والانضباط والفداء، والولاء التام للوطن. ولتعلموا كذلك أن شعب مصر العظيم، وضع على الدوام كامل ثقته فى جيشه، ويكن له التقدير والاحترام والدعم، وأن هذا الجيش كان دائماً على مستوى المسئولية التى حمّله إياها الشعب، وكانت وستظل العلاقة بين الشعب وأبنائه فى القوات المسلحة، سراً مصرياً أصيلاً، وعهداً أبدياً بإذن الله. فكونوا، يا أبنائى وبناتي، أهلاً لهذه المسئولية ومستحقين لهذا الشرف، كونواً قدوةً ومثلاً طيباً، حافظوا على الخلق القويم، والانضباط العسكري، وواظبوا على طلب العلم والمعرفة الحديثة بدأب واجتهاد، وقبل كل ذلك كونوا عارفين بقدر وطنكم، عاقدين العزم على رفع رايته والحفاظ على مجده والمساهمة فى حمايته وتنميته. ولأسر الخريجين أقول: هنيئاً لكم بأبنائكم وبناتكم، لكم كل التحية والتقدير على ما غرستموه فى أنفسهم، من قيم التضحية والتفانى وحب الوطن، وأؤكد لكم أن كل ابن من أبنائكم هو ابن لمصر كلها، وأن مصر فخورة بهم، وأنها لا تنسى أبناءها المخلصين ولا تقابل العطاء إلا بالعطاء. كما أتوقف فى هذه المناسبة، لتوجيه تحية تقدير واعتزاز لأرواح الشهداء، شهداء مصر من أبطال القوات المسلحة والشرطة، ممن ضحوا بأرواحهم الغالية ليحيا شعب مصر فى أمان.. أقول لأسرهم اليوم: إن هذا الوطن أصيلٌ، وبارٌ بأبنائه مثلما هم بارون به، وإن مصر وشعبها، يعلمون حجم ما قدمتموه من تضحيات، وما تكبدتموه من آلام، وستكونون وأبناؤكم دوماً محل رعاية الوطن وعنايته، كما ستكون ذكرى أبطالنا، عنواناً للأمل، ورمزاً للإلهام، وقدوة فى التضحية، لناً جميعاً. كما أتوجه بخالص التهنئة للخريجين الجدد من الدول العربية الشقيقة، والذين شاركوا أبناء مصر فى التعليم والتدريب والاستعداد القتالي.. نقف معاً جميعاً اليوم لنقول للعالم أجمع، إننا نتشارك فى البناء وليس التدمير، فى التعاون وليس التآمر، فى الحفاظ على السلام وليس فى بث الفرقة والنزاع بين الدول والشعوب. شعب مصر العظيم، نحتفل غداً بالذكرى الخامسة والستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة، هذا اليوم الخالد من أيام مصر، الذى استرد فيه المصريون حكم بلادهم، وبدأوا بعده مسيرة طويلة وشاقة من الكفاح، لتحقيق آمالهم فى الاستقلال والحرية والتنمية.. تَجاوَزَ تأثيرُ الثورة نطاقَ مصر، وألهمت الشعوب عبر العالم، ليصبح التحرر الوطنى حقيقة واقعة، ويصبح حق الشعوب فى تقرير مصيرها أمراً مسلماً به. نتذكر فى هذا اليوم اسم الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر، قائد ثورة يوليو، الذى تجسدت فيه آمال المصريين نحو الحرية والكرامة، فعبر عنها بإخلاص وكبرياء، ووَضَعَ اسم مصر فى مكانة عالية إقليمياً وعالمياً، واجتهد لمواجهة تحديات عصره بكل طاقته وقدرته. الإخوة والأخوات، لقد واجهت مصر تحديات فرضتها عصور وأزمنة متعاقبة.. وكما خاضت مصر من قبل معارك الاستقلال الوطنى وتحرير الأرض، فإنها تخوض اليوم معركتين فاصلتين، هما مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولا يخفى عليكم، أن طبيعة الحروب قد تغيرت، وأصبح العدو مستتراً متخفياً، لا يلجأ للمواجهة المباشرة، وإنما يعتمد على ترويع الآمنين وبث روح الإحباط، وهو ما لن نسمح به أبداً بإذن الله. إن الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها، وطال الصبر عليه، هو دور الدول والجهات التى تقوم برعاية الإرهاب وتمويله.. فلا يُمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط، والتغافل عن شبكة تمويله مادياً، ودعمه لوجستياً، والترويج له فكرياً وإعلامياً.. ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب فى مقتل مواطنينا، بينما يتشدق فى ذات الوقت بحقوق الأخوة والجيرة.. ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب. وأؤكد للجميع، أن مصر ستظل على عهدهاً، دولة محبة للسلام وداعمة له، بكل قوة جيشها وشرطتها ومفكريها وجميع أبنائها، وستظل عصية على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه، وسيظل شعبها على عزيمته رافضاً للإحباط، وستعلو إرادته دوماً فوق إرادة أعداء الإنسانية .. بمشيئة الله. شعب مصر العظيم، لم ولن نتخذ الإرهابَ يوماً كذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية للمجتمع، رغم ما تفرضه مواجهته من أعباء جسيمة ومتطلبات استثنائية.. ولم نتخذ الإرهابَ يوماً كمبرر لعدم الاستمرار فى تحديث اقتصادنا وإصلاحه وتحقيق التنمية الشاملة، وإنما نتخذ تحدى الإرهاب كحافز إضافي، لبذل مزيد من الجهود على كل المسارات، وفى ذات الوقت. ودعونى أقول لكم: إن حجم الجهد والإنجاز الذى تحققونه كل يوم، فى جميع أرجاء مصر، هو الرد الأمثل والأقوى على محاولات أعدائكم النيل منكم، كما أنه هو الطريق الوحيد نحو تحقيق آمالكم وتطلعاتكم نحو المستقبل. وهنا، أتساءل معكم بصراحة ووضوح: ما هو شكل المستقبل الذى نرجوه لمصر؟ فإذا كنا متفقين جميعاً على أننا نريد أن نرى بلادنا قوية، حديثة، متقدمة، ينعم الجميع فيها بالحياة الكريمة، ومستوى المعيشة اللائق، والخدمات التعليمية والصحية المتميزة، فإن هناك التزاماً أخلاقياً ووطنياً على كل منا، بأن يُدركَ وينقلَ للناسِ إدراكَه، أن سبيل تحقيق ذلك هو الإصلاح الاقتصادى الجذرى والشامل، والصبر على أعبائه حتى يحصد ثماره. فعلى مدار عقودٍ طويلة، ونتيجةٍ لأسبابٍ متعددة، لم يكن هيكل الاقتصاد المصري، يقوم بدوره الأساسى فى تحقيق الاستفادة المثلى من مواردنا، وتراكمت أزماتُ الاقتصاد حتى ارتفعت تكلفةُ إصلاحِه، وبات على جيلنا، حَتماً لا اختياراً، أن يتصدى لهذه المهمة، ويُرسى الأساسَ المتين لمصر جديدةٍ، متقدمةٍ، ينعمُ شعبُها بالرخاء والازدهار. وفى هذا الطريق، نسير بقوة وتصميم، متسلحين بمنهج علمى منظم، وإصلاح اقتصادى مدروس ومحسوب بدقة وليس عشوائياً.. نفتح اقتصادنا للاستثمار الجاد، سواء كان مصرياً أو عربياً أو أجنبياً، ونتيح فرص عمل جديدة للشباب تتناسب مع معدل النمو السكانى شديد الارتفاع.. نعالج الاختلالات الهيكلية فى الموازنة، ونعمل على زيادة إيرادات الدولة، لتحقيق نقلة نوعية يشعر بها كل المواطنين، فى مستوى الخدمات العامة، وخاصة فى الصحة والتعليم، وبرامج الحماية الاجتماعية ومحاصرة الفقر. نسير فى هذا الطريق، موقنين بأن شعب مصر يميز بين الخبيث والطيب، ويدرك مصالحَه العليا بوعيٍ وحكمة، وأن هذا الشعب العريق عاقد العزم على إتمام مسار الإصلاح الاقتصادي، حتى يجنى ثمار التحمل والتعب: مستقبلاً كريماً، ووطناً مزدهراً. وفى الختام أتوجه إليكم جميعاً مجدداً بالتحية والتهنئة، كل عام وأنتم بخير، ومصر العزيزة بأمان واستقرار وتقدم، والأمة العربية فى رخاء وازدهار. ودائماً نردد جميعاً: تحيا مصر.. تحيا مصر..تحيا مصر.. تحيا الأمة العربية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.