منذ بداية أولى دورات المهرجان القومى للمسرح المصرى بدأ الجمهور يتعرف على بعض إبداعات المسرح الجامعى فى مصر بل وأصبح هناك جيل جديد خرج من عباءة ذلك المسرح وأصبح يحتل الصدارة على الساحة بل وتكونت فرق حرة ومستقلة جديدة بعضها استكمل النشاط الجامعى بشكل احترافى وبعضها جدد فى تكوينه ونشاطه. من أكثر التجارب الناجحة والمتميزة تجربة مسرح جامعة عين شمس والتى أسفرت عن ظهور المبدعين المخرج محمد جبر والمؤلف المسرحى والمخرج محمود جمال ونجاح تجربتهم المسرحية «1980 وأنت طالع» فى حصد جوائز المهرجان القومى للمسرح فى 2013..حيث كان هنا بداية اعتراف المهرجان بالدور الفعال لروح الشباب فى خلق مسرح مغاير بعيدا عن جهات الإنتاج الرسمية. فى تلك الدورة احتضن المهرجان المستقلين والهواة فى المسرح الجامعى بشكل أوسع وتميزت دوراته التالية بمشاركة فعالة لهم...ولا يمكن أن ننسى تجارب «آخر رايات الأندلس» و«الحضيض» و«القاع» و«الدخان». فهى عروض شابة نجحت فى جذب الجماهير وترجمت تعطش الشباب لفرص الإبداع والتنافس. وأيمانا أيضا بدور المسرح الجامعى وأهميته ومن أجل ثقل موهبة الشباب الجامعى بشكل حقيقى أسس الفنان والمخرج المبدع خالد جلال تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية مهرجانه «مواسم المسرح الجامعي» والذى يعنى بالبحث والكشف عن الطلبة المبدعين الموهوبين الذين يفوزون بفرص للدراسة بورشة استديو الممثل بمركز الإبداع. وخلال الدورة العاشرة للمهرجان مازالت عروض المسرح الجامعى وعروض الفرق الحرة الجديدة تجذب الجمهور لكن مازالت فى بدايتها وأن مبدعيها فى حاجة إلى التوجيه والخبرة. ففى عرض «بينوكيو ومسرح الأحلام» لكلية الآداب حلوان نجح المخرج محمد أحمد فى تكوين صورة بصرية جيدة فى أول مشاهد العرض وكان الأداء الحركى متميزا لكن العرض افتقد الكثير على مستوى الكتابة والتسلسل الدرامي. من ناحية أخرى، قدمت فرقة «تياترو تجارة» فرقة حرة تأسست فى قلب النشاط المسرحى بالجامعة عرضها «الطقوس» عن النص الرائع «طقوس الإشارات والتحولات» لعبدالله ونوس من إخراج زياد هانى كمال.. وعلى الرغم من المجهود الكبير المبذول فى الإخراج إلا أن الأداء المبالغ فيه وطول العرض أفقده بعض جمالياته.