تعتبر قضايا ذوى الإحتياجات الخاصة من أهم المشكلات الاجتماعية التى تواجهها مصر والعالم ،حيث تعانى هذه الشريحة الحرمان فى معظم حقوقها، كما يتم التعامل معها بشكل غير سليم، وبالرغم من أن السينما تعتبر من أهم النوافذ القادرة على الإسهام بفعالية فى طرح مشاكل ذوى الإحتياجات الخاصة والمساهمة فى حلها وكذلك غرس قيم ومعتقدات إيجابية تساهم فى دمجهم فى المجتمع، إلا أن صناع السينما مازلوا بعيدين تماما عن ذلك بإستثناء بعض التجارب. وأشهرها أفلام “ليلى فى الظلام” لليلى مراد و“اليتيمتان” لفاتن حمامة، و“قاهر الظلام” عن قصة حياة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى لمحمود ياسين و“الخرساء” لسميرة أحمد والصرخة لنور الشريف ومعالى زايد وتوت توت لنبيلة عبيد. وأكدت الناقدة الفنيه ماجدة خير الله أن هناك تقصيرا كبيرا من السينما فى تناول مشاكل ذوى الاحتياجات الخاصة، لأن هذه الفئة لها وجود قودى داخل المجتمع، كما أن بعضهم له قصص كفاح مهمة جدا، ومنهم من حقق بطولات رياضية ولم يلتفت أحد اليهم وبعضهم حقق النجاح فى مجالات كثيرة، فهؤلاء فى الحقيقة يستحقون الاشادة ولكن للأسف مؤلفو قصص الافلام أو المنتجون لديهم اعتقاد أن هذه الموضوعات غير جاذبة للمشاهد حتى يذهب لمشاهدتها فى السينما، وهذا قصر نظر لأنه فى الخارج نجد السينما العالمية سواء الأمريكية أوالأوروبية تهتم جدا بهذه الأفلام، وهناك مؤسسات تدعمها بحيث لو لم تحقق رواجا تجاريا لا تحدث خسارة على جهة الانتاج، لأنهم مدركون تماما لأهمية هذه الأفلام، وتجد كبار النجوم حريصين على المشاركة فيها ايمانا منهم بأهمية وقيمة هذه القضايا، ولكن للأسف الأمر فى مصر تجارى، لذلك يجب على الدولة اذا لم تنتج بشكل مباشر أن تساهم فى الانتاج وتشجعه وتحفزه مثلما تفعل دول كثيرة وعلى سبيل المثال يحدث فى مدينة دبى التى لا يوجد لديها سينما تساهم فى انتاج بعض الافلام من خلال منح جزء من الميزانية لأشخاص جادين يقدمون أفلاما غير تجارية ولها قيمة فكرية وتطرح موضوعات تهم المجتمع، وفى النهاية نتمنى أن تعود الدولة لانتاج مثل هذه الأعمال مرة أخرى بعد أن رفعت يدها تماما عن الانتاج خلال الفترة الماضية.