واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس إغلاق المسجد الأقصى المبارك وحصار البلدة القديمة من القدس لليوم الثانى على التوالى على خلفية الاشتباك المسلح الذى وقع صباح أمس فى باحات الأقصي، وأدى إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين، ومقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال قرب باب الأسباط بالقدسالمحتلة. وحسب وكالة «وفا» الفلسطينية، انتشرت القوات الإسرائيلية ودورياتها الراجلة والمحمولة والخيالة فى الشوارع القريبة من سور القدس، وأخرى داخل البلدة القديمة، فضلا عن نصب متاريس وحواجز فى معظم الشوارع والطرقات، وعلى بوابات البلدة القديمة والمسجد الأقصي. وقالت مصادر فلسطينية محلية، إن المكان أشبه بالأشباح والشوارع تخلو من المارة، لافتة إلى أن 3 أشخاص من الأوقاف فقط يتواجدون فى المسجد الأقصي، كما تم منع مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسوانى من البقاء فى المسجد بعد دخوله إليه. وفلسطينيا، حذرت حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية من الاجراءات غير المسبوقة التى فرضتها الحكومة الاسرائيلية على المسجد الأقصي، ومدينة القدس بشكل عام. وطالب المتحدث الرسمى باسم الحكومة يوسف المحمود ب «وقف تلك الاجراءات الجائرة والتعسفية فورا، وفتح المسجد الأقصى المبارك وعدم المساس بقدسيته». ودعا المجتمع الدولى بأسره وكل المنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات ودول العالمين العربى والإسلامي، إلى «التحرك العاجل والسريع والعمل على كل المستويات من أجل وقف الاجراءات الاحتلالية. ومن جانبه، حذر الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو وحكومته الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس. وفى غزة، تظاهر المئات من عناصر حركة «حماس» فى مناطق متفرقة فى قطاع غزة مساء أمس الأول دعما لعملية القدس، ورفضا لحصار القطاع. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبة تشيد بعملية القدس وتصفها بالبطولية وأخرى تندد بإغلاق إسرائيل المسجد الاقصى أمام المصلين الفلسطينيين. إلى ذلك اعتبر الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس المكنى أبو عبيدة فى بيان له أن عملية القدس «تأكيد أن خيار الشعب الفلسطينى هو المقاومة رغم كل محاولات التركيع وأن المسجد الأقصى هو الأيقونة والعنوان». وعربيا، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قيام إسرائيل بإغلاق المسجد الاقصى أمام المصلين الذين توجهوا لاداء صلاة الجمعة، مشيرا إلى أن مثل هذا السلوك من شأنه إذكاء التطرف وتصعيد التوتر فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، خاصة فى القدسالشرقية. وفى الوقت نفسه، أدانت منظمة التعاون الإسلامى بشدة إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه. وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين من محاولات الاحتلال الإسرائيلى لفرض وقائع جديدة داخل الحرم القدسى الشريف. ودوليا، دعا انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة كل الأطراف إلى تفادى التصعيد. وفى عمان، حذر الدكتور وائل عربيات وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية من تمادى سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى انتهاكاتها غير المسبوقة لحرمة المسجد الأقصى المبارك بحجة احتواء العنف والتوتر.