فكرة خيالية يتم مزجها بالواقع، يصفها البعض بالعبقرية ، ويراها الآخر معقدة، هكذا هى فكرة فيلم الأصليين وهى تجربة مختلفة للمخرج مروان حامد الذى كون ثنائيا ناجحا مع الكاتب أحمد مراد. بداية ساخنة للفيلم بلقطات لدجاجات مذبوحة مغلفة ومتراصة على مجموعة من الأرفف مع تعليق صوتى يؤكد أن مصطلح الدواجن لا يطلق فقط على الفراخ، وأن كل إنسان تم وضعه فى سيستم معين فى حياته يتحول لكائن داجن، وهو ما يمهد لفكرة الأصليين التى تدور حول المراقبة التى تقوم بها جهة تدعى الأصليين تروج لفكرة روح الوطن وأنها الأكثر معرفة وعلما وتعتقد أنها أصل الأشياء كما جاء على لسان البطل «الرب فى السما يراقب عبيده.. وإحنا إيه غير بشر بنقلد الفكرة». أحداث فيلم «الأصليين» فى بدايتها تبدو بسيطة وسهلة، ولكن مع توالى الأحداث نكتشف أنها فكرة عميقة ومعقدة وتحتاج لمجهود فكرى وذهنى كبير ولكنها فى النهاية تصل بالمشاهد للاستمتاع وتدور القصة حول موظف بنك متزوج ولديه ولد وبنت، يجبر على الاستقالة من عمله ، وخلال تفكيره فى الخروج من المأزق يجد أن رصيده فى البنك أصبح صفرا، وفجأة يجد أمام باب منزله صندوقا به هاتف جوال يطلب منه الاتصال، ويعرض عليه الطرف الثانى العمل مع الأصليين وتتوالى الأحداث، ما يمز الفيلم أنه بالفعل مختلف ولديه رسالة يريد توصيها من خلال العديد من الإسقاطات الدينية والسياسية، كما أنه يمنح المشاهد مساحة من التفكير حول ما يدور حوله وعلاقة التكنولوجيا الحديثة بالمراقبة، بالإضافة لفكرة العودة للعصر الفرعونى, المؤلف أحمد مراد والذى يقوم بكتابة نص صريح للسينما لأول مرة، نجح فى طرح الفكرة على الجمهور من خلال أجواء تشويقية ، ولكنه فى الحقيقة فشل فى أن يصل بها للنهاية المأمولة وهو ما سبب حيرة وصدمة لمشاهدى الفيلم لأنهم لم يفهموا ماذا يريد المؤلف بالتحديد. المخرج مروان حامد كان مميزا جدا ، ولدية رؤية مبتكرة، ولو كان السيناريو أكثر ترابطا لساعده فى إخراج أفضل . ماجد الكدوانى أدى دور سمير ببراعة ولكن يتشابه دوره مع الدور الذى قدمه فى فيلم «قبل زحمة الصيف»، كما نجح خالد الصاوى فى الإلمام بخيوط الشخصية وإن كنت أرى الدور أقل من أعماله السابقة، منة شلبى قدمت شخصية ثريا بصدق وإتقان، كندة علوش ظهرت بكراكتر مختلف أبهر جمهورها ونجحت فى تجسيد الدور بخفة ظل تؤكد موهبتها فى الكوميديا، باقى أدوات الفيلم من تصوير وموسيقى وديكورات كانت رائعة .
