كنت أقف إلى جوارها على جسر الأحلام.. أتلمس خيطا واهيا تصنعه بصيرة الإعلامية صفاء حجازى.. فيكون حقيقة للوجود، وعيناها ترنو على مشارف المستقبل.. يؤرقها إعادة هيكلة ماسبيرو.. ذابت فى خضم التفاصيل وأهملت فى صحتها وكلما اشتد عليها المرض قاومته بإرادة.. صلبة.. لا تلين. واصلت العمل وقتا طويلا.. تسعى لتنتهى من مشروع إعادة هيكلة ماسبيرو.. فتصنع الرؤية كاملة.. تحاملت على نفسها كثيرا.. تود أن تترك شيئا يذكرها به العاملون فى الإعلام الرسمى بالحفاظ على استقرارهم الوظيفى وتصون حقوقهم. أقعدها المرض على كرسى متحرك.. لكنه لم يقعدها أبدا عن حلم ترنو إليه.. مضت على ذات الدرب تسابق الزمن فلا تضيع الوقت.. فبات لماسبيرو رؤية واضحة يدخل بها رحاب المستقبل. لم يؤلمها المرض بقدر ماكان يؤرقها مستقبل الإعلام الرسمى.. آمنت بأن المرض قضاء وقدر ربما يكون نهاية المطاف يوم سوف ترحل.. بينما الصرح الرابض على جسر النهر لابد له بالبقاء يؤدى رسالته فى خدمة الوطن. مضى أكثر من أربعين يوما على رحيل صفاء حجازى آخر رئيس لاتحاد الاذاعة والتليفزيون فى ذكرى الأربعين نتذكر بأن ورقة سقطت من شجرة ماسبيرو وارفة الظلال.. فتركت فراغا.. يصعب تعويضه.. ماتت من تسابق الزمن بصفاء الأحلام.. فتشيد واقعا أفضل.. حتى يعود الإعلام الرسمى إلى أحضان الشعب. ترك رحيل صفاء حجازى فراغا موحشا.. فرحيلها خسارة كبيرة وألم قاس يدمى القلوب يشعر به من يعيش بين جدران ماسبيرو.. عسانا برحيلها أن يسير على دربها حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.. فيمد جسور الأحلام للإعلام.. فيجعلها واقعا معاشا وأظنه بقادر. لمزيد من مقالات عبدالرءوف خليفة