قال بيان مشترك صادر عن اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين في القاهرة لبحث رد الدوحة على قائمة المطالب التي قدمتها تلك الدول لقطر إن "رد الدوحة كان سلبيا ويفتقر لأي مضمون". أمر طبيعي..فمنذ اندلاع ثورات الخريف العربي دائما ما كان يظهر في الأفق اسم قطر كدولة تقوم بتقديم الدعم المادي اللا محدود بالأضافة الي الدعم السياسي والأعلامي من خلال قناة الجزيرة لمتطرفي الفكر في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن....وكان دائما السوءال ماذا تريد قطر وماهي مصلحتها ؟ ولماذا تسعي لأيصال الحركات المتأسلمة والمتطرفة في تلك البلدان إلى سدة الحكم؟. الأجابة هي ان قطر قد تم اختيارها بعناية لتلعب دور العرّاب ودور الشريك السياسي في بناء الديمقراطية في كل تلك الدول باعتبارها إحدى دول المنطقة ولديها الإمكانات المادية والإعلامية اللازمة. ولكن الشارع العربي كان متيقظ لكل ما تقوم بة والدليل رفض ليبيا رسم أي واقع جديد لها من بعد رحيل القذافي, ورفض تونس لأي تدخل قطري, ولاقت قطر ايضا قدر كبير من الغضب في الشارع المصري الذي لاحظ دعم قطر لتيار الاخوان علي حساب الثورة , كما لاقت سخط كبير في كل من سوريا واليمن لدعمها لكل المنشقين عن نظام الأسد او علي عبدالله صالح ومساندتها ايضا للتيارات الاسلامية في كل تلك البلدان. فخطة قطر تشمل تبني وإحتواء وتمويل تنظيم الإخوان الأرهابي لتحقيق وهمها هي وتركيا في دولة الخلافة, حتي لو كان ثمن ذلك ان تكون رأس الحربة في وجة الأنظمة العربية, وعلينا ان نتذكر جيدا ان قطر كانت من اول الدول المصوتة على عدم إعطاء فرصة للحل العربي إبان غزو الكويت في مؤتمر القاهرة...وان قطر هي عبارة عن اكبر قاعدة أمريكية خارج أمريكا...وبالتالي من الواضح ان قطر لها مشروع يتوافق مع مشاريع غربية في المنطقة العربية. فوفقاً للبيانات المعلنة، فإن بريطانيا تستحوذ على الحصة الأكبر من إجمالي استثمارات قطر الخارجية, أيضاً تستثمر قطر نحو 5 مليارات دولار في بورصة الصين، وتمتلك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بالأضافة الي استثماراتها في امريكا, في حين ان الأرقام والبيانات المتاحة تشير إلى أن الاستثمارات القطرية في الدول العربية لا تمثل سوى نسبة هزيلة من إجمالي استثمارات الحكومة القطرية وقيمتها نحو450 مليار دولار. لا ننكر ان موقف السعودية ومصر والبحرين والإمارات من قطر تأخر كثيراً، وجاء بعد أن تسببوا فى خراب الخريف العربى، وبعد أن وصل حال سوريا والعراق واليمن وليبيا الي ما نراه الآن، المشكلة أنهم يعلنون أنهم لم يقدموا أى مساعدات لداعش والقاعدة والإرهابيين، مع أن كل شىء موجود ومثبت ومسجل. أن قطع بعض الدول الخليجية ومصر علاقتها الدبلوماسية مع إمارة قطر، سيؤثر سلباً على وضعها ومستقبلها السياسي والاقتصادي على حد سواء، وإذا لم يؤثر بشكل كبير على وضعها الاقتصادي فإنه من المؤكد سيؤثر معنويا عموما أن ممارسات القيادة السياسية بقطر تؤكد أنها قاصرة عن إدارة الدولة بشكل سليم؛ والدليل أنها مع إنذار الدول العربية الأول لجأت إلى تركياوإيران، وهي تعلم أن لجؤها إلى إيران يزيد الطين بلة لأنها أوغرت صدور الدول العربية بتعاونها مع العدو الأول لهم، وكذا تركيا الجميع يعلم أن لها أطماعا في المنطقة....وتبقي قطر مدافعة عن قضية خاسرة ولذا نتوقع لها نهاية أليمة. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى;