أخطر ما فى الأزمة مع قطر أنها جلبت تركيا وإيران إلى قلب الشئون العربية العربية، بل وجعلت أردوغان يتحدث بلسان قطر ويقول إن المطالب العربية وصلتها وهى تدرسها، وكأنه المتحدث باسم الخارجية القطرية أو وزير الخارجية القطري، بل إنه زاد على ذلك واصفا المطالب العربية بأنها غير منطقية وغير مقبولة! وبدا وكأنه هو من يجلس على كرسى الحكم فى الدويلة القزمة التى يريد لها حكامها أن تتعملق وتأخذ مكان ومكانة مصر والسعودية دون أن يكون لديها تاريخ أو جغرافيا أو موارد بشرية وان كان لديها قدرة مالية هى تريد أن تقلد إسرائيل وتتخذ منها قدوة، دولة صغيرة لم يتمكن جيرانها ال 22 دولة والبالغ تعداد شعوبهم أكثر من 350 مليون نسمة من التغلب عليها!! من يلعبون فى عقول حكام قطر يحاولون إقناعهم بأنهم يمكن أن يكونوا «إسرائيل العرب». الأكثر دهشة وغرابة أن حكام هذه الدويلة يجمعون بين كل المتناقضات فهم أصدقاء تركيا وإيران الدولتين العدوتين اللدودتين.. ثم إن قطر تدعى أنها تدعم حماس والقضية الفلسطينية طبعا ليس من أجل عيون الفلسطينيين بل سعيا لاختطاف دور مصر تحديدا ونكاية فى القاهرة.. وفى نفس الوقت علاقاتها مع إسرائيل تكاد تصل إلى درجة التحالف.. وتدعى أنها مع السعودية فى التحالف العربى ضد الحوثيين فى اليمن وهى تدعم حزب الله اليمنى واللبناني.. وتحارب السعودية فى لبنان منذ زمن حتى إنها أخذت الأطراف اللبنانية ووقعت اتفاقا أطلقت عليه اتفاق «الدوحة» للقفز فوق اتفاق «الطائف» وإسقاطه، وتحاول العبث بالقضية الفلسطينية ودعم طرف ضد الآخر، نكاية فى مصر فقط.. وهى فى سوريا وليبيا وتونس وأفغانستان تدعم وتمول الأطراف المتطرفة وتحارب جهود مصر والسعودية والأطراف التى تدعمها الدولتان!! والسؤال هو: لماذا تعارض قطر وتحارب مصر والسعودية تحديدا؟! هل تحلم بأن تحتل دورهما القيادى فى المنطقة أم أنها مجرد أداة يستخدمها الآخرون فى المزيد من تفتيت وتقسيم الدول العربية..أم أنه حقد قديم من جانب أمير قطر السابق حمد بن خليفة ضد مصر والسعودية منذ توليه الحكم فى 1995. قطر لن تعود إلى محيطها العربى إلا بإسقاط مشروع الشيخ حمد بن خليفة وإبعاده عن الحكم هو وزوجته فعليا لا شكليا.. ومنح تميم الفرصة فى الحكم بشكل حقيقى وليس صوريا!. لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم