انتقادات حادة وجهت للأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام، بسبب المحتوى الذي لم يخلو من ألفاظ سوقية وأخرى بذيئة تخدش الحياء، بعدما وجد صناع هذه الأعمال مخرجًا لمقصدهم السيئ بوضع لافتة (+12) أو (+16)، ليستمر الوضع على ما هو عليه. لم يقتصر الأمر على هذه الألفاظ، بل تناولت بعض هذه الأعمال الشعوذة والسحر، وأخرى تدعو إلى التدخين وتعاطي المخدرات، حتى أصبحت هذه النوعية لدى القائمين على صناعة الدراما عمله رائجة، كونهم لا يهتمون بالمحتوى والمضمون كما يهتمون بالمكسب المادي. كان الأحرى على منتجي هذه الأعمال تقديم أعمالًا تدعو إلى العمل والاجتهاد، وترسيخ قيمة الانتماء للوطن، في جهود الدولة في محاربة الفكر المتطرف، والابتعاد عن التدخين والمخدرات التي تؤثر بشكل واضح على الصحة العامة والسلم الاجتماعي والأمن القومي. وفي ظل ما تناولته بعض هذه الأعمال، ليس مستغربًا أن نسمع عن الشكوى التي تقدمها بها صندوق مكافحة علاج الإدمان، لجمعية حماية المستهلك ضد عملين دراميين لترويجهما المباشر لمنتجات التبغ، معتبرًا ذلك يمثل خرقًا للقانون المصري، كما هو الحال بالنسبة لنقابة الضيافة التي اتهمت عملين أخرين بالسخرية من المضيفات. الأمر يحتاج إلى وقفة من مؤسسات الدولة المعنية بهذه الأمور، وكذلك الهيئة الوطنية للإعلام مطالبة بوقف الفوضى والعبث الدرامي والتصدي له بحكم أنها جهة اختصاص. وفي ظل هذا السفه لا يمكن أغفال "ماسبيرو" ذاك المبنى العريق الذي بدأ يستعيد هيبته ومكانته تدريجيًا، عبر عرضه مجموعة من الأعمال الدرامية التي حققت نسب مشاهدة عالية، إضافة إلى أن شاشات التلفزيون المصري لاقت استحسان الأسرة المصرية، بعد حذف المشاهد والألفاظ الخارجة وكل ما يسيء للعادات والتقاليد والقيم المجتمعية. ولا يمكن أيضًا إغفال مجموعة البرامج التي قدمتها الإذاعة عبر أثيرها حتى أنها استطاعت جلب كبار النجوم إليها لتقديم برامج رمضانية متنوعة وهادفة. المؤكد أن نجاح كل من الإذاعة والتلفزيون في إعداد خريطة رمضانية مميزة عبر الأثير والقنوات اعاد جذب المشاهد المصري إليهما من جديد، وهو ما أكدته استطلاعات واستبيانات الرأي العام حول نسب المشاهدة التي جاءت إيجابية بشأن عودة الإذاعة والتلفزيون للمنافسة مرة أخرى. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;