فعلا .. بأمر الوزارة لا تحتفلوا بثورة يونيو! .. لا تقولوا إنها أنهت حكم الجماعة الإرهابية وذيولها بعد أن كانت تخطط لحكم مصر لمدة خمسمائة سنة ، ولا حررت قصر الاتحادية من ميليشيات الجماعة وعناصر مكتب الإرشاد ليعودوا إلى الجحور والكهوف وأوكار الخلايا النائمة، وليستمر يونيو عند المصريين والعالم شهر الهزيمة والاحتلال والتنحى وإعادة الملاحة للقناة! واسحبوا الاعتراف بثورة 25يناير، لا تقولوا إنها وضعت حدا للاستبداد باسم جيل أكتوبر وباسم الخوف من الفوضي، وأجهضت مشروع التوريث وأوقفت تحويل الجمهورية إلى تراث وعقار ينتقل من الرئيس ولأبنائه من بعده مكافأة لعطائه البطولى فى نصر أكتوبر، وليستمر يناير عند المصريين هو شهر الإرهاب وتفجير الكنائس والعدوان على المعابد والمقاصد السياحية! لا تقولوا للأجيال الجديدة فى كتب التاريخ إن شباب مصر نجح فى كتابة تاريخ وطنهم من جديد، لا تقولوا لجيش المصريين العظيم إنك قائد الثورتين بحكم حمايتك لهما، لا تقولوا إن الدبابات والمصفحات التى خرجت من ثكناتها بعد 28 يناير2011 مكتوب عليها (يسقط.. يسقط حسنى مبارك) بنفس الخط وبنفس لون الحبر الأسود كانت دليلا على انحياز الجيش لثورة الشعب، وأنه لولا نزوله لاستمرت الفوضى والخلل الأمنى ولاندلعت شرارة المؤامرة الدولية والحرب الأهلية ولسقطت الدولة ولانهارت وحدة مصر التى صمدت خمسة آلاف سنة إلى غير رجعة ! لا تقولوا للأجيال الجديدة فى كتب التاريخ إن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة صبيحة يوم الأول من يوليو 2013 بدعوة القوى الوطنية المختلفة إلى التوافق ومنح كل الأطراف مهلة جديدة محذرة من أنه إذا لم تتحقق المطالب الشعبية فسيكون لزاما على القوات المسلحة رسم خريطة للمستقبل ، ولا تجهدوهم فى فهم معنى تحذير القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى يومها إن (القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى طرف يقصر فى تحمل مسئولياته) لا تقولوا ذلك فى كتب التاريخ للأجيال الجديدة فى الثانوية هذا العام .. ولا العام المقبل.. ولا الذى يليه ..لأن وزارة التربية والتعليم قد قررت أن يظل شهر يونيو هو نكسة يونيو ويبقى 25 ينايرهو(كذبة إبريل) لمدة 15 سنة حين تنتهى لجنة (محايدة) من أساتذة التاريخ وخبراء المناهج وجهابزة الجغرافيا ودهاقنة رجال الأعمال من كتابة تاريخ الثورتين بحيدة وموضوعية! والسبب فى قرار الوزارة هو أن أحد عباقرة التاريخ قد وضع سؤالا فى الامتحان يقول :ماذا لو لم يلق السيسى خطاب 30 يونيو؟ ولأن هذا السؤال قد أدخل الطلاب وواضعى الإجابات النموذجية ومصر كلها فى دائرة من الاحتمالات والإجابات الجهنمية والخبيثة لو لم يقم الجيش بواجبه فإن الوزارة قد قررت أن تستريح بإغلاق الباب الذى يأتيها منه الريح ! أليس قفل باب الريح بدلا من النفاذ إلى جوهر المشكلة هى سياسة الحكومة المتبعة فى مواجهة المشكلات.. تغلق محطات المترو حتى تقطع الباب على محاولات احتلال الميدان وتحيط مديريات الأمن بالأسوار لمنع وصول السيارات المفخخة وتمنع الاقتراب من الكنائس بالأكمنة والحوائط حتى تقطع الطريق على الجماعات الانتحارية وتلغى الجماهير وتخنق صناعة الرياضة فى الأندية لمعالجة التعصب الأعمى الذى أودى بحياة عشرات المشجعين وتضع المتاريس أمام الأقسام والمحافظات حت صارت كل المصالح الحيوية والسفارات تعرف من الاختناقات فى الشوارع المؤدية إليها! هكذا فعلت وزارة التعليم بدلا من محاسبة واضع السؤال الخطأ وتقول له لو كنت تقصد 30 يونيو كتاريخ فإن السيسى لم يلق خطابا فى ذلك التاريخ بل ألقى بيانا من القيادة العامة بإعطاء مهلة للرئيس «المعزول» مرسى الاحتكام إلى العقل ومصلحة الوطن لا مصلحة المرشد وجماعته الإرهابية، إما إذا كان هذا المدرس جهبز التاريخ يقصد 30 يونيو الثورة فإن خطاب السيسى الحاسم كان يوم 3 يوليو وهو الحدث التاريخى الذى حضره كل الرموز جبهة الانقاذ والتيارات الدينية والسياسية عدا الجماعة الإرهابية التى قررت سماع نصيحة المندوبتين الساميتين (الأمريكية آن باترسون والأوروبية آشتون) والاعتصام فى رابعة والنهضة والاحتكام للغة الدم والعنف وشعار بديع (سلميتنا أقوى من الرصاص)، وقتها قرر السيسى القائد العام للجيش وضع رأسه فى كفه والعبور بالبلد من هوة الضياع والاقتتال والحرب الأهلية فى كفة أخرى وقرر فى خطاب 3\7 تكليف رئيس المحكمة الدستورية العاليا المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا لقيادة البلاد فى المرحلة الانتقالية التى نصت عليها خريطة المستقبل ! ووزارة التعليم معذورة حين قررت إلغاء تدريس تاريخ الثورتين لمدة 15 سنة لأن البديل أن تتعامل (بوشين) أو بقلب ناشف كما تفعل الحكومة ترفع رواتب العاملين فى الدولة وتحسن أوضاع أصحاب المعاشات وتدعم البرامج الاجتماعية تكافل وكرامة وتحيا مصر وتترك الأسعار للتجار دون سقف، وهى نفس الموضة المطبقة على المستوى الدولى تساند أمريكا بيد مطالب العرب من الإمارة المارقة قطر فك ارتباطها بإيران وإنهاء الوجود العسكرى التركى وعدم تمويل الجماعات الإرهابية وباليد الأخرى تمدها بالأسلحة لدعم جيوش النصرة الحرة فى سوريا وليبيا وتكريس وجودها العسكرى فى قاعدة العيديد وقناة الجريمة القطرية!. لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف;