تتفرد سيناء بوجود العديد من الينابيع المعدنية الحارة ذات المحتوى العالى من المعادن الكبريتية بالإضافة إلى درجات الحرارة التى تزيد على 42 درجة مئوية ومن أشهرها حمام فرعون على شاطئ خليج السويس الذى يبعد 50كم من مدينة رأس سدر السياحية وتصل حرارة مياهه إلى 72 درجة مئوية وكذلك حمام موسى الذى يقع بمدينة طور سيناء ويبعد 80كم عن منتجع شرم الشيخ السياحى بالإضافة إلى عيون موسى وبئر وادى وردان الذى تخرج مياهه الحارة مندفعة ذاتيا، وعيون عديدة أخرى حبا الله بها أرض سيناء، فهل أحسنا استغلالها فى جذب السياح للعلاج؟ وما السبيل إلى تنشيط السياحة العلاجية فى سيناء؟ ان الفوائد العلاجية للمياه المعدنية التى تحدث بشكل طبيعى عند تعرض جسم الإنسان لها عديدة، وكانت فى الماضى القريب من الميراث الثقافى للشرق، إلا أنها تمارس حاليا على نطاق محدود فى بلادنا، وعلى العكس من ذلك فقد أصبح العلاج بالمياه المعدنية الساخنة فى جميع انحاء أوروبا واليابان علما تجرى ممارسته على نطاق واسع حيث يتم اعطاء الوصفات الطبية من الأطباء المرخص لهم لعلاج الأمراض، كما أن استخدام المياه المعدنية كجزء من الطب الوقائى معترف به ويتم تشجيعه فى تلك البلاد، وأصبح العلاج بالينابيع المعدنية الحارة جزءا كبيرا جدا من الرعاية الطبية لديهم. ولاشك أن الخصائص الطبيعية والكيميائية لمياه الينابيع الساخنة قادرة على شفاء العديد من الأمراض وفقا للأبحاث العالمية ومنها الأمراض الجلدية إلى جانب المساعدة فى علاج أمراض الجهازين التنفسى والعصبى وأمراض القلب مع تنشيط الدورة الدموية خاصة فى مناطق الأطراف مما يعيد الحيوية والنشاط إلى الجسم، ويعمل الاستحمام بالمياه الكبريتية على استرخاء العضلات واستعادة النشاط العام، كما أن لبيئة العيون الكبريتية الساخنة قدرة على استعادة الحيوية والاحتفاظ بالشباب والنشاط العام. واننا نقدم مبادرة من خلال «بريد الأهرام» لتشجيع السياحة العلاجية بسيناء على أساس علمى حيث يتم العلاج بالاستحمام بالمياه وجعلها تلامس الجلد لفترات متعددة بالإضافة إلى استنشاق أبخرة العيون والروائح المحيطة بالموقع من عناصر البورون والكبريت والصوديوم والكلوريدات التى تترسب بجوار مياه العيون نتيجة تطاير أبخرة من غازات مختلفة تتفاعل مع الهواء وترسب العناصر الطبيعية على الصخور القريبة من المنبع، وهذه العناصر ممتازة فى الاستخدامات العلاجية، وخصوصا الأمراض الجلدية بكل أنواعها وتساعد على خفض ضغط الدم ولها تأثير كبير فى علاج الأمراض العصبية والروماتيزمية. لقد اعتاد أهل بادية سيناء منذ القدم على زيارة جبل حمام فرعون للعلاج من أمراض الروماتزم والأمراض الجلدية بمياه العيون الكبريتية شديدة الحرارة التى تكثر على سفحه من ناحية خليج السويس، والمبيت داخل المغارة الموجودة هناك، حيث يتعرضون للأبخرة طوال الليل وفى النهار ينقعون أنفسهم فى مياه العيون الجارية. ولتحقيق الهدف من هذه المبادرة ادعو الجامعات والمراكز البحثية المتميزة فى مجال العلاج غير النمطى إلى إجراء دراسات تفصيلية وتقديم مشروعات بحثية متكاملة يشارك فيها علماء المياه الجوفية والأطباء وخبراء السياحة العلاجية، على أن تنتهى تلك المشروعات البحثية بدراسات جدوى لبعض الأماكن التى تصلح للاستثمار والعائد الصحى والاقتصادى منها، كما ادعو وزارة السياحة وصندوق دعم البحوث والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالى لتمويل ودعم هذه المشروعات التى تصب فى مصلحة جذب مزيد من السياح للعلاج على بمياه الينابيع المعدنية الحارة والتى تعد من المشروعات الواعدة فى سيناء. د.كمال عودة غديف استشارى سابق بالبنك الدولي