نقاد وشيوخ الدراما والجمهور: * بعض الأعمال الدرامية انفصلت عن واقع المجتمع * ..لم يتعرض عمل واحد لقضايا الإرهاب * أبرز النجوم ياسر جلال وكرارة وسلامة وظافر والنبوى وفهمى ومنة ونيللى وهند وزينة * «واحة الغروب» إبداع بكل المقاييس ولغة الكاميرا تميزت بالحساسية
شهد الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام الذى تكلف أكثر من مليارى جنيه عدة ظواهر ميزته عن المواسم السابقة، أهمها تفوق مسلسلات الأكشن على غيرها من ألوان الدراما التى اعتاد عليها المشاهدون، فجاءت تركيبة الإثارة والتشويق فى صالح الأعمال التى طرحتها ومنها «ظل الرئيس وكلبش وطاقة نور والحصان الأسود»،
بينما تراجعت الكوميديا بشكل كبير ولم تستطع أن تصل للمشاهد أو تحقق تجاوبا حسب ما وصفه النقاد والجمهور ومواقع التواصل الاجتماعى، فخرجت من المنافسة وعزف المشاهدون عنها مثل مسلسلات «هربانة منها» لياسمين عبد العزيز و«خلصانة بشياكة» لأحمد مكى وفى «الالاند» لدنيا سمير غانم و«لمعى القط» لمحمد عادل إمام و«شاش فى قطن» وغيرها من الأعمال الكوميدية التى اتسمت بثقل الظل لأبطالها والسطحية فى موضوعاتها. وعلى جانب آخر تفوقت مسلسلات كانت هى الأقرب للمشاهدين ومنها واحة الغروب» بطولة خالد النبوى و«لأعلى سعر وحلاوة الدنيا وهذا المساء:« وأكثر ما ميزها خلو مشاهدها من الألفاظ والإيحاءات غير اللائقة، والتى أساءت للمشاهد فى أعمال أخرى. وتسببت كثرة الأعمال التى وصلت إلى 37 عملا فى عدم إلمام المشاهد بعدد كبير من المسلسلات التى ضاعت وسط الزحام الدرامى الرمضانى، كما تسبب العرض الحصرى فى إغفال الانتباه لبعض المسلسلات التى لم تأخذ حقها كالمسلسلات المنتشرة على قنوات عديدة، ولم تخل الخريطة الدرامية من أعمال اتخذت طريقا للاختلال منها: «رمضان كريم ولا تطفىء الشمس والزيبق والحساب يجمع وهذا المساء»، وفى هذا التحقيق نرصد آراء وتقييم بعض النقاد وشيوخ الدراما فى هذه الأعمال. فى البداية يقول الناقد طارق الشناوى: المستوى العام للمسلسلات هذا العام مرتفع على المستوى الدرامى والتقنى، وأمير كرارة وياسر جلال وكريم عبدالعزيز ومنة شلبى ونيللى كريم وزينة وهند صبرى حققوا نجاحا لافتا فى الدور الأول، وفى الدور الثانى حنان مطاوع وراكين أسعد ورجال سيد رجب وأحمد مالك ومحمد فراج، ويضيف: يسرا هى الوجه المشرق لجيل الكبار بينما عادل إمام خذلنا بعفاريت «عدلى علام»، والمخرجة كاملة أبو ذكرى قدمت أكثر من إبداع جمالى فى «واحة الغروب» بينما تامر محسن فى «هذا المساء» قدم قفزة على مستوى الكتابة والإخراج، وغابت سوسن بدر لأول مرة عن الشاشة ونفتقد حضورها، أما دنيا سمير غانم فكنا ننتظر منها ما هو أفضل فهى تملك إمكانيات استثنائية تجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض مع خفة ظل ولكنها بددت كل ذلك فى «لالالاند»، وأحمد مكى انتظرناه ولكنه خذلنا فى «خلصانة بشياكة» فلم تكن هناك أى شياكة فى المسلسل، وموسيقى عمر خيرت فى «الجماعة» وتامر كروان فى «واحة الغروب» هى الأفضل وأغنيتى وائل الفشني، واحة الغروب وملعون أبو الناس العزاز فى «لأعلى سعر» هما الأفضل فى التترات، كما أضع شيرين بأغنيتها فى حلاوة الدنيا معهم. وطالبت الفنانة سميرة أحمد مجموعة من الفنانين بأن يعيدو حسابتهم فى الفترة المقبلة ممن لم تحقق أعمالهم نجاح، ومنهم هيفاء وهبى فى الحرباية، وغادة عبدالرازق فى أرض جو وياسمين عبدالعزيز فى هربانة منها.. وغيرهم مستنكوة التصريحات الزائفة التى أطلقها البعض حول نجاح أعمالهم. ويقول د.جمال شقرا أستاذ الدراما التاريخية: إن وحيد حامد اعتمد على مصادر اخوانية ومصادر معادية لثورة 23 يوليو، فقدم قراءة خاطئة لأزمة مارس 1954 ولم يدرك أن ثورة 23 يوليو كما هو الحال فى ثورة 30 يونيو واجهت بثورة مضادة كان الإخوان أحد أهم عناصرها. ويقول الكاتب يسرى الجندى: تابعت 5 أعمال فقط لأنه من الصعب مشاهدة كل الأعمال، وأرى أن عادل إمام فى حالة جيدة ونيللى كريم فى «أعلى سعر» ذات أداء متميز وياسر جلال فى «ظل الرئيس» تفوق على نفسه ووضع بصمة جديدة فى مشواره الفنى ونبيل الحلفاوى الفنان المحنك، أما كاملة أبو ذكرى فهى مخرجة مبدعة و«واحة الغروب» من الأعمال الجيدة ويوسف الشريف فى «كفر دلهاب» يقدم دورا متميزا. وأكدت الناقدة خيرية البشلاوى تفوق مسلسلات «كلابش» لأمير كرارة والجماعة للكاتب وحيد حامد وحلاوة الدنيا لهند صبرى ولأعلى سعر لنيللى كريم وواحة الغروب لمنة شلبى وقضاة عظماء والحصان الأسود لأحمد السقا والزيبق لكريم عبد العزيز وأكدت: إن عادل إمام ليس فى أحسن حالاته. وأشار الكاتب والمخرج كرم النجار إلى أن هذا الموسم الدرامى خلا من أى أعمال تتعرض لمحاربة الإرهاب والأسر التى تفقد أبنائها وما يعانوه فى ظل هذه الظروف، فجاءت الدراما منفصلة عن الواقع، وإن كنت لم أتمكن من متابعة كل المسلسلات لكثرتها ولكن ما جذبنى من الوهلة الأولى مسلسل «الجماعة» واعتبر مستواه فوق الممتاز ووحيد حامد أظهر الموضوع بشكل مكتمل التنظيم وتعرض لفترة مهمه فى تاريخ مصر ومن المسلسلات الناجحة جدا ويعد مفاجأة جميلة «ظل الرئيس» لياسر جلال وهو بداية جديدة له وإعادة تقييم له كما ان السيناريو مكتوب بحرفية ومسلسل «حلاوة الدنيا» لهند صبرى يعطى الأمل فى الشفاء والعودة للحياة بمنظور جديد ومسلسل «واحة الغروب» سيمفونية إخراجية جميلة من كاملة أبو ذكرى ولكنه يميل إلى التكنيك السينمائى أكثر من الدراما التليفزيونية مما يشعر المشاهد بالملل ومسلسل «لمعى القط» لمحمد عادل إمام الذى أثبت موهبته فى الكوميديا، أما مسلسل« الزيبق» فهو استنساخ لرأفت الهجان ولكن شريف منير أثبت أنه رقم واحد، وجاءت الكوميديا فى حالة بائسة ومملة للغاية ومأساة ولاتمت للكوميديا بصلة. وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلى أن الأكشن تميز وجاء فى الصدارة كمسلسل «طاقة نور» لهانى سلامة، وكذلك ياسر جلال فى «ظل الرئيس» أثبت أنه يستحق أن يكون بطلا منذ فترة طويلة وأمير كرارة فرض نفسه بقوة فى الأكشن عبر مسلسل «كلابش»، وهناك ايضانجوم متواجدون منذ أعوام كان لهم حضور هذا العام منهم عمرو سعد ويوسف الشريف. وأكد المخرج محمد فاضل أن «واحة الغروب» هو الأفضل سواء فى القصة والإخراج وأداء الممثلين ومن الأعمال المرتفعة المستوى الزيبق ولأعلى سعر وظل الرئيس، بينما فى «الجماعة» هناك أخطاء اعتقد أنها متعمدة ومنها علاقة الزعيم جمال عبدالناصر بالإخوان. وأوضحت الإعلامية والكاتبة نهى يحيى حقى أن مسلسل «واحة الغروب» يعد إبداعا بكل المقايس فى المعالجة الدرامية للكاتب بهاء طاهر ولغة الكاميرا تميزه بحساسية كاملة أبو ذكرى فى تناغم راق بين رمال الصحراء وخشونة الصخور وتضاريس الإنسان فهو مسلسل من كلاسيكيات العصر الذهبى ويستحق أن يكون فى دائرة الضوء إضافة إلى الإبداع التمثيلى لكل أبطاله.