رحلة شاقة وطويلة يقطعها مريض السرطان فى البحث عن عقار يوقف آلامه أوترياق يحد من أوجاع جسده التى ينهش فيها المرض بلا رحمة أو هوادة ، فهؤلاء فئة من المرضى تتزايد معاناتهم عند التوجه لمستشفيات علاج السرطان التى تكتظ بطالبى العلاج من كافة أنحاء الجمهورية وبالنازحين من القرى والنجوع الذين يضطرون للمبيت على أعتابها إنتظارا لدورهم ، آملين فى الحصول على سرير للعلاج بالمجان فى أحد المستشفيات المتخصصة فى علاج الأورام ، بعدما أكدت لغة الأرقام أنها تصيب ما لايقل عن 100 ألف مصرى سنوياً ، فيما تشير الإحصائيات الواقعية غيرالرسمية إلى زيادة الأعداد على هذا بكثير ! ويؤكد الدكتورمحمد لطيف عميد المعهد القومى للأورام ومقرر اللجنة العليا للأورام فى مصر على أهمية الخطة الخمسية للجنة القومية لمكافحة الأورام " 2016 – 2020" ، والتى وضعت محاورها وأهدافها ومصادر تمويلها بعد دراسة متأنية للوضع العالمى والإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط والبلدان المحيطة ؛ من أجل تقديم أفضل رعاية للمرضى وتطبيق النظام الصحى الأنسب لمكافحة السرطان بأنواعه المختلفة ، كما تتضمن الخطة دعم الإعلام فى نشر طرق الوقاية من مسببات الأورام ومنها خفض معدل إنتشار الوزن والسمنة المفرطة والتى تعد من المسببات الرئيسية للإصابة بالسرطان ، ومن ضمن أهم محاور الخطة الخمسية الإعتماد على إنتاج الأدوية المصرية لعلاج الأورام بأسعار مناسبة والتى تتوافق مع ظروف الدولة الإقتصادية، وكذلك تكثيف الجهود وأطر التعاون البناء بين الدولة ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال ، بالإضافة إلى توسيع نطاق برنامج التسجيل القومى للسرطان لكل حالة إصابة والأنواع المختلفة للسرطان ، كما يؤكد على أهمية الوقاية من مسببات الإصابة بالسرطان وتنفيذ برامج الكشف المبكر، مما يعمل على تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان ، مع تشجيع البحوث الوطنية ووضع بروتوكولات علاجية موحدة ، على ان يتم متابعة تنفيذ آليات الخطة من خلال توزيع بروتوكولات العلاج الموحدة على كل مراكز علاج الأورام والتى يتم تحديثها سنويا ، علاوة على التنسيق مع المجالس الطبية المتخصصة التى تصدر قرارات العلاج على نفقة الدولة لتنفيذ البروتوكولات العلاجية المختلفة . ومن هنا تبرز أهمية تبنى الدولة لتلك الخطط القومية الرائدة فى مجال الصحة وعلاج المرضى ، لتتجدد معها الآمال فى حصول المرضى على العناية الطبية اللائقة ولتكون البداية الحقيقية للقضاءعلى قوائم الإنتظار لفئٍة إختارهم المرض الأشد فتكاً بالبشرية ليسكن أجسادهم . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف;