منذ ما يقرب من20عاماً غابت عن عيوننا مناظر كنا نراها يومياً عندما كنا صغارا، فمناظر زراعة القطن بالقرى المصرية كانت هى السمة الأساسية والمفضلة أيضاً عند الفلاحين المصريين، وسرعان ما تبدلت الصورة فلم نر الآن الصورة التى كنا نراها فى الماضى حيث كانت زراعة القطن تتصدر القائمة فى الزراعة ، فقد كان الفلاح يزرع القطن بحب ويجنيه بسعادة، والآن خلت الأراضى الزراعية من زراعة هذا المحصول، سنوات طويلة تميزت مصر فيها بزراعة القطن طويل التيلة، وبعد عام 2000 بدأت هذه الزراعة تتقلص فى مصر حتى وصلنا فى العام الماضى إلى زراعة 130 ألف فدان بدلاً من 731 ألف فدان كنا نقوم بزراعتها قبل عدة سنوات ، أى أننا أصبحنا نزرع الآن أقل من سدس المساحة التى كنا نزرعها من قبل، فهل تنجح مصر فى إعادة الروح إلى الأراضى المصرية بزراعة القطن المصرى طويل التيلة بالحقول المصرية مرة أخرى؟ خيراً ما فعلت الحكومة المصرية أخيرا بما قامت به من دراسات وأبحاث من خلال وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارتى الصناعة وقطاع الأعمال للعودة إلى استخدام الأراضى المصرية فى زراعة القطن المصرى طويل التيلة خاصة فى محافظاتالمنوفية والغربية والبحيرة والمنيا وأسيوط وسوهاج، وإذا كانت الحكومة جادة فيما تقوم به من دراسات وأبحاث لعلاج المشاكل التى أدت إلى تخفيض نسبة المساحة المنزرعة من الأراضى بالقطن المصرى فيجب أن تبدأ بخطوات جادة وعملية وألا يكون الأمر مجرد دراسات وتقارير لا تتعدى كونها بنودا وتوصيات على ورق، الفرصة مازالت موجودة أمام مصر لعودة حقها إليها والذى سلبته منها دول أخرى ولا سيما أن التجربة أثبتت أن التربة المصرية هى الأفضل على الإطلاق فى زراعة القطن طويل التيلة. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى ;