تمتاز شريعتنا الإسلامية بالسماحة والرحمة إلى أبعد الحدود، وربنا سبحانه وتعالى أرحم بعباده من رحمه الأم بأبنائها، فهو سبحانه لم يفترض علينا عبادةً ليضيق ويشق علينا، بل حتى فيما يفترضه علينا من عبادات يخفف عن كل ذي مرض أو عذر. ولقد راعى الله سبحانه وتعالى عند فرض الصيام على عباده ألا يكونوا في عسر ومشقة، فرخَّص للمريض بغير مرض مزمن أن يفطر ثم يقضي هذه الأيام مع كمال الأجر، ومن كان مريض مرضًا مزمنًا لا يرجى شفاؤه؛ فإنه يفدي صيامه بإفطار الفقراء والمساكين من الصائمين. وخفَّف الله سبحانه وتعالى عن المسافرين وكفاهم جهد الصيام بأن رخَّص لهم بالإفطار حتى يتحملوا عناء السفر، ولا فرقَ في السفر بين أن يكون ترجلًا أو بالدواب أو حتى بالطائرة أو بالسيارة أو القطار، ولكن بيَّن للمسافر الذي يستطيع تحمل مشقة السفر أن الصيام خير، وذلك حتى لا يحرمه من فضل الصيام. ومن حالات الإفطار: المريض مرض يرجى شفاؤه له رخصة الإفطار وعليه القضاء، والمسافر سفرًا مباح له رخصة الإفطار وعليه القضاء، والحامل، والمرضع، والحائض، والنفساء، لهن لها رخصة الإفطار وعليهن القضاء. أما المريض مرض لا يرجى شفاؤه فيجوز له الإفطار وليس عليه القضاء بل فديه فقط، وكذلك العجوز الذي لا يقدر على الصيام له رخصة الإفطار وليس عليه القضاء بل فديه فقط. ومن أفطر بجماع زوجته فى نهار رمضان عليه القضاء وكفارة وهى صيام شهرين متتابعين أو إطعام 60 مسكينا.