من مراتب الأحكام التكليفية المكروه، والمكروه له مفهوم وتقسيمات وصيغ يعرف بها، يقول الدكتور خالد راتب من علماء الأزهر، إن المكروه في اللغة: ضد المحبوب، وما نفر منه الطبع والشرع، واصطلاحا: ما نهى عنه الشارع لا على وجه الإلزام بالترك، كالنوم قبل العشاء والحديث بعدها، فهذا أمر نهى الشرع عنه من غير جزم، وحكم المكروه: يثاب تاركه امتثالا، ولا يعاقب فاعله. وقسم الأحناف المكروه إلى:المكروه كراهة تحريمية، ويطلق على ما ثبت النهي الشرعي فيه ولم يوجد صارف يصرفه عن التحريم، ومن أمثلة ذلك المنهيات في سورة الإسراء المشتملة على الشرك وعقوق الوالدين والقتل والزنى وأكل مال اليتيم. والمكروه كراهة تنزيهية، ويطلق على ما ثبت النهي عنه، ولكن ثبت ما يصرفه عن التحريم، ومثال ذلك الشرب قائما، فقد ثبت النهى عنه في حديث مسلم عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زجر عن الشرب قائما، وثبت عنه في الصحيحين من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما - أنه شرب من زمزم قائما، وسبب هذا التقسيم للمكروه عند الحنفية لأن عندهم المكروه بالدليل القطعي هو التحريم، وبالدليل الظني هو التنزيه. ويعرف المكروه بعدة أمور منها:لفظ (الكراهة) كما في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-”..وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال”، (وصيغة النهي التي قام برهان على صرفها عن التحريم)، كحديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: “الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى عن الكي”.