يعتبرها البعض أعظم خطبة فى التاريخ، فعندما تسمعها لا تتركك إلا وأنت متأثر بها، وتمنحك انطباعا بأنها تخص أيامنا الحالية، لم يلقها قائد ولا زعيم ولا ثائر، ولكنها جاءت من ممثل كوميدى هزلى هو «تشارلى شابلن» ضمن أحداث فيلم «الديكتاتور العظيم» الذى تم إنتاجه عام 1940، ومما جاء فى تلك الخطبة قوله: لا أريد أن أكون امبراطورا، فهذا ليس شأني، ولا أريد أن أحكم أو أقهر أحدا، ولكنى أحب أن أساعد الكل ما أمكننى ذلك، يهوديا أو غير يهودي، أسود أو أبيض، كلنا يجب أن يساعد بعضنا بعضا، فهكذا بدأت الإنسانية.. وكلنا نريد أن نحيا حياة سعيدة بجانب سعداء آخرين لا بجانب بؤساء أشقياء ولا نريد أن يكره ويحتقر ويبغض كل منا الآخر، ففى هذا العالم يوجد متسع لكل شخص والأرض غنية وتكفى الجميع، ويمكن أن تكون طريقة حياتنا حرة وجميلة ولكننا فقدنا الطريق. لقد طورنا السرعة ولكننا لم نتحرك، فالماكينات التى تمنحنا الرفاهية تركتنا محتاجين، والعلم جعلنا مختالين ومحتقرين للآخرين، ومهارتنا قاسية ونستخدمها بوحشية، ونفكر كثيرا ونشعر نادرا، أكثر من الماكينة، إننا نحتاج للإنسانية، أكثر من المهارة، ونحتاج للتعاطف والمودة، ودون ذلك ستصبح الحياة أكثر عنفا.. لقد جعلتنا الطائرة والراديو أكثر قربا من بعض، وكان اكتشاف هذه المخترعات لرفاهيتنا جميعا، ولتقربنا أكثر ولتجعل حياتنا أكثر إخاء فصوتى الآن يصل لملايين الناس حول العالم، ملايين من المحبطين رجالا ونساء وأطفالا، ولهؤلاء الذين يصل إليهم صوتى أقول: «لا تحبطوا». وسوف يختفى الشقاء الذى نحياه الآن نتيجة الجشع والنهم، وكذلك الكراهية لدى الناس وستعود القوة التى تم سلبها من الشعوب إليهم، ومهما يمت الناس فلن تموت الحرية.. فى الإصحاح السابع عشر كتب القديس لوقا: مملكة الرب تكون فى وجود الإنسان، ليس رجل واحد ولا مجموعة أشخاص، ولكن كل الناس، أنتم جميعا.. أنتم أيها الناس من تملكون القوة، القوة التى تخترع الماكينات، القوة التى توجد السعادة، أنتم من تملكون القوة التى تجعل حياتكم حرة وجميلة، وتجعل الحياة مغامرة جميلة، ثم باسم الديمقراطية دعونا نستخدم هذه القوة، لنتحد جميعنا، ونثور من أجل عالم جديد، عالم محترم يعطى لنا الفرصة لأن نعمل، ويمنحنا المستقبل والأمان. محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق