يؤدى الكبد العديد من الوظائف الحيوية فى الجسم، فهو بمثابة الترموستات الذى يضبط منسوب جميع المركبات البيولوجية بالتصنيع والتخزين وبذلك يؤدى دوره فى الحفاظ على الحياة وعلى رأس هذه المركبات سكر "الجلوكوز" وهو الوقود الحيوى الوحيد للجهاز العصبى والمراكز الحيوية بالمخ ولتنظيم السكر فى الدم يقوم الكبد بسحب أى زيادة واختزانها بداخله لحين الحاجة على هيئة السكر المخزن "الجليكوجين". وعندما ينخفض مستوى السكر فى الدم فى حالة الجوع أو الصيام، يتحول الجليكوجين إلى جلوكوز الذى يندفع للدم لينتج الطاقة اللازمة لحفظ الحياة. والصيام لمرضى الكبد يتوقف على عاملين، أولهما درجة الإصابة بالقصور الوظيفى للكبد. ثانيا: الفحص الشامل للأمراض الأخرى المصاحبة التى تؤثر حتما على حالة الكبد، كالسكر والكلى وضغط الدم وبالتالى تحديد القدرة على الصيام. ومريض الكبد الذى يجب عليه الصيام، هو الذى لا يعانى من نشاط مرضى واضح، وغير مهدد بحدوثه لفترة طويلة، وحالة الكبد متكافئة وجميع وظائف الكبد طبيعية، وهذا يشكل 80 % من المرضى المصابين بفيروس “سى”، وهذا النوع من المرضى يستفيد من الصيام، لأنه يجدد له خلاياه من خلال “التنظيف الذاتى للخلايا” التى يحفزها الصوم وهو “الجوع الحيوى”. ومن فوائد الصيام لمرضى الكبد الدهنى تحفيز نشاط الكبد أثناء الصيام، حيث يضطر إلى الاعتماد على الشحوم المختزنة به، فتتحول كميات منها ليؤكسدها، حتى ينتفع منها الجسم وهو ما يخلص الكبد من مخزونه من الشحوم، ويعود نشاط الخلايا الكبدية الى حالتها الطبيعية. وعلى مريض الكبد الصائم أن يبدأ عند الإفطار بتناول كمية مناسبة من الأغذية السكرية، سهلة الهضم مثل كوب من الحليب قليل أو منزوع الدسم مع ثلاث تمرات، أو عصائر الفواكه الطبيعية، لرفع نسبة السكر فى الدم التى تنشط الوظائف الحيوية للجسم ومنها الجهاز الهضمى، ثم تناول وجبة افطار متوازنة ويفضل تقسيمها على مرتين على أن تكون الوجبة الثانية بعد العودة من صلاة التراويح، مع اعتبار السحور الوجبة الرئيسية، وليس الإفطار، ويحتوى على السوائل والماء الكافى حتى لا يعانى مريض الكبد من العطش خلال نهار رمضان، ويفضل أن يحتوى السحور على الفول واللبن ومنتجاته، والبطاطس والخبز البلدى والسلطة الخضراء، وتجنب الأطعمة المقلية مع تناول كمية كافية من الماء حتى حلول موعد أذان الفجر وبدء الصيام. أما مرضى الكبد الذين يرخص لهم بالإفطار فى رمضان فتشمل حالات أمراض الكبد المزمنة المصحوبة باعراض تؤدى الى الفشل الوظيفى للكبد مثل الاحتباس الصفراوى او الاستسقاء البريتونى او الغيبوبة الكبدية او ارتفاع ضغط الوريد البابى المصحوبة بالقىء الدموى او دوالى المرىء النازفة او وجود بؤر سرطانية. د. أحمد عبد اللطيف أبومدين أستاذ متفرغ بطب القاهرة