رغم أن العبادة والتقوى هى الأصل والحكمة التى من أجلها شرع صيام شهر رمضان فإنه ارتبط فى الأذهان بالأكل وبالموائد والعزائم والسهرات الرمضانية والتخمة والإسراف فى الأطعمة بمختلف أصنافها.. هناك كذلك حالة طوارئ واستعدادات فى كل البيوت وكل الحديث عن الغلاء، والدولة أيضا باتت تحمل عبء توفير السلع الغذائية بكميات وأسعار مناسبة فى الشهر الكريم. سحر الجندى إخصائية التغذية والصحة العامة والتأهيل الرياضى تقول: للأسف لدينا ثقافة غريبة وارتباط بين السعادة والاستمتاع بالحياة بالأكل ومنها العادات الغذائية الخاطئة التى تظهر فى شهر رمضان، ومن المهم تغيير هذه العادات الخاطئة غير الصحية، فمن المفروض أن يختلف النظام الغذائى حسب درجات الحرارة، ولا داعى إلى الأكلات والحلويات الدسمة مثل الرقاق، البط، القطايف، البسبوسة والكنافة لأنها تؤدى إلى التخمة والكسل، وبعد نحو 16 ساعة صيام فمن غير المعقول أن نتناول مباشرة كل الطعام المقدم على المائدة، فالصحيح والسنة بعد الأذان هو البدء فى تناول البلح والماء وكوب عصير فاكهة طبيعى، ثم القيام لصلاة المغرب وبعدها تحضيرالسفرة، وبذلك يكون المخ قد حصل على نسبة السكر التى يحتاجها وبسرعة، ثم العودة بعد ذلك لتناول الشوربة الخفيفة من اللحمة أو الدجاج بالشعرية وتناول الوجبة من الأرز والبروتين من اللحم أو الدجاج أو السمك والخضار أو السلطة أو معا.. وكلما كانت الألوان كثيرة فى السلاطة كانت الفائدة أكبر فتكون مكونة من الفلفل والخس الكابوتشى والكرنب الأحمر أو الأصفر، وممكن الفاصوليا الحمراء أو البيضاء مع منع الحلويات والمشروبات الغازية تماما مع وجبة الإفطار.. وبعد ثلاث ساعات تأتى الفاكهة، بعد صلاة التراويح يمكن تناول قليل من الحلوى أو الخشاف ولاننسى الماء ما بين الإفطار والسحور بما لا يقل عن 8 أكواب، ثم تترك المعدة تستريح وتهضم وإلا سنتعرض لمشكلات فى الهضم والحموضة.. أما السحور فربع رغيف عيش بلدى وملعقة من الفول أو بيضة وممنوع اللانشون والسوسيس لأنها تسبب العطش ولابد من تناول الزبادى مع الخيار أو الكانتالوب أو البطيخ للترطيب لفترة طويلة . الشيخ محمود عاشور عضو لجنة الفتوى بالأزهر يقول: شهر رمضان هو شهر القرآن والعمل بما أنزل فيه من التعاليم الروحانية وهو فرصة ربانية لتربية النفس وإحياء الضمير وتكفير الذنوب والارتباط بالله، يقول الحديث القدسى: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به) فهو شهر للعمل والعبادة وليس شهر الإسراف والأكل والكسل وتقديم الهزل، يجب فيه تغيير السلوكيات السلبية واستبدالها بالعطاء وتقديم المساعدة والعمل المثمر الذى فيه النفع للناس والامتناع عن الكذب والغش وقول الزور والبذاءات.