انزعجت كثيرا لهذا الهجوم الشديد علي رموزنا الدينية والتاريخية بشكل ممنهج هو أقرب للمؤامرة وكأن المهاجمين قد ملكوا الحقائق كلها، ولن أخوض في أغراض وأهداف هؤلاء الذين اعتقدوا أنهم وحدهم المثقفون وغيرهم جهلاء!!.. لا شك أن الغرور قد أخذ منهم الكثير، فأعطوا لأنفسهم الحق في سب الأبطال الذين أدوا أدوارهم باقتدار وانتصار للمبادئ بشهادة الأعداء أنفسهم، وأدعوهم إلي مشاهدة فيلم «مملكة السماء» الذي يوضح الحقائق بدون مواربة أو أكاذيب، والمؤلف والمخرج من الأجانب، وليس بين المشاركين فيه عربي ولا مسلم واحد، علما بأن معظم مهاجمي كتب التراث يعتبرون أنفسهم الحكماء والقضاة والجلادين وأن في أفكارهم فصل الحقيقة غرورا وتكبرا، ولكن عندما تأتي الحقائق من الكتاب والمؤلفين الغربيين يتم تجاهلها منهم، لأنها تكشف أهدافهم الحقيقية من الاساءة للرموز، فهدفهم نيل جائزة نوبل لهجومهم علي رمز تاريخي.. وأتساءل في دهشة: إذا كان صلاح الدين الأيوبى بطل حطين ومحرر القدس وهازم الصليبيين من أحقر الشخصيات في العالم، فمن الأبطال إذن؟!، هل هو ريتشارد قلب الأسد الذي ارتعد خوفا من صلاح الدين حتي بعد أن أمنه علي حياته؟!، إن صلاح الدين ليس قديسا، لكنه حارب بشرف دفاعا عن المبادئ والقيم، وحتي لو كانت له أخطاء (مزعومة) فلعل ما قام به من تحرير القدس بعد احتلال دام تسعين عاما يمحو كل ذنوب وخطايا محتملة!. محمد عبدالواحد الإسماعيلية