يعاني بعض أبناء الأسر متاعب جمة ومصيرا غامضا، وصار ضروريا تعديل قانون الأحوال الشخصية، وإليكم ما يلي: أولا: أسرة الرجل المصري هي جماعته وهي السكن وأم أولاده ورفيقة دربه في السراء والضراء، ولم أر رجلا مصريا يبكي دما إلا يوم تسبقه زوجته إلي رحاب الله، وهي نبع لا ينضب من الحنان والعطاء والتضحية والايثار، ويقوم تاريخ مصر علي قوة الأسر وتماسكها وتآزرها وتعاطفها كالبنيان المرصوص.. ولا أدري لماذا وصلنا إلي المرتبة الأولي عالميا في معدل الطلاق بعد أن ارتفع من 7% إلي 40% خلال السنوات الأخيرة حتي بلغ ثلاثة ملايين حالة طلاق. ثانيا: ما أكثر الذكور، ولكن لو كانوا رجالا لحافظوا علي أسرهم من زوجات وأبناء.. ونتساءل: يا صاحب القوامة، يا من تطلب الرؤية والاستضافة.. أين أنت من «مصيبة سقراط» الذي قال: «الزوجة الصالحة تجعلك سعيدا، والزوجة السيئة تجعلك فيلسوفا».. وهذا أفضل للرجل. لقد كان سقراط يتحدث عن نفسه ويضع قاعدة عامة في الوقت نفسه، وكانت زوجته «تدلق» عليه جرادل الماء، وهو جالس يعلم تلاميذه الحكمة، ولم تكن تفهم أبدا كيف يجلس الرجل ويتكلم، وتكون هذه مهنته ومهمته في الحياة.. بإعتبار أن مهمة الرجل الجري في الأسواق ليحضر لزوجته التي هي حبيبته أكبر قدر من المال.. تصور لو أن زوجة سقراط كانت طيبة، ولم تكن «شلقا» كما كانت، فهل كان سقراط سيترك لنا كل كنوزه التي تركها.. لقد ضرب «سقراط» أعظم الفلاسفة المثل الأعلي في الصبر والتسامح. ثالثا: جاء بالآثار الصحيحة أن النساء أحق بالحضانة عندما جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، هذا ابني، كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثدي له سقاء، وإن آباه طلقني، وأراد أن ينزعه مني، فقال رسول الله: «أنت أحق به ما لم تنكحي». إن مصلحة المحضون في البقاء عند أمه، لأنها أكثر رحمة وشفقة للأولاد وتعلم أمور النساء للبنات.. ونتساءل: من يستحق الرؤية؟! ولمن تكون الاستضافة؟! هل يستحق «الذكر» الذي يتهرب من دفع النفقة أو يتحايل لتخفيضها حق الرؤية والاستضافة؟! ماذا يحدث لو رفض الأبناء هذه الرؤية وتلك الاستضافة؟! هل يجبرون عليها؟! وكيف تضمن الأم الحاضنة عودة الأطفال إليها وعدم سفر الأب بهم إلي الخارج انتقاما منها أو محاولة الضغط عليها لتتنازل عن حقوقها؟! أيهما ستكون أرحم بالطفل.. أمه أم امرأة من عائلة أبيه؟!.. الأمر في حاجة إلي تشريع يكفل التوازن الصحيح بين مسئولية كل من الأب والأم من أجل مصلحة الأطفال!. د.محمد سعيد زيدان أستاذ المناهج بتربية حلوان