عندما يتردد اسم عصام الحضرى على الالسنة .. تحتار العقول وتتوقف العيون عند عالم الارقام الذى يغوص فيه من فترة لاخرى , فحارس مرمى مصر الاول ضرب موسوعة جينيس فى كل شيء , لدرجة انه بات يحتاج الى صفحات وصفحات حتى يلملم شتات ما حققه على مدار تاريخه داخل المستطيل الاخضر وحتى كتابة هذه السطور , فهو من ناحية «عصفور الشرق» الذى ينتقل من ناد لآخر الى ان وصل العدد لهذه اللحظة الى 11 ناديا بعدما تردد بقوة عن رحيله من وادى دجلة الى مصر المقاصة , وذلك ما بين فريق محلى وافريقى واوروبى , ومن ناحية اخرى هو الحارس الخضرم صاحب ال 45 عاما الذى لم يستمر احد مثله فى الملاعب . ويتميز الحضرى او(السد العالي) بأنه يحسب خطواته دائما دون كلل او ملل , فبعيدا عن هفوة هروبه من الاهلى الى سيون السويسرى والتى كلفته بعد ذلك الحرمان مدى الحياة من ارتداء الفانلة الحمراء , الا انه قادر على دراسة كل شيء فى هدوء , وهو ما يجعل صفقة رحيله الى المقاصة حقيقية بعيداعن محاولات البعض النفي، لان لغة العقل تميل الى ذلك , فالفريق سيشارك الموسم المقبل فى دورى ابطال افريقيا وهى فرصة للحارس العجوز ليواصل المسيرة فى احتكاك قوى يؤهله للانضمام الى منتخب مصر والمشاركة فى نهائيات كأس العالم التى يسعى اليها منذ نعومة اظافره, لاسيما ان سجله سواء على مستوى بطولات الاندية او المنتخب قاريا حافل وربما لا يحتاج للمزيد. وعلى الرغم من أن البعض توقع أن يكون الموسم الحالى الأخير له بعد أن وصل إلى سن الخامسة والأربعين، فإنه قدم موسمًا أكثر من رائع مع وادى دجلة، وعاد من خلال مستواه العالى إلى منتخب مصر الذى ابتعد عنه فترة طويلة، بل وتفوق على زملائه الذين يكبرهم بحوالى 20 عامًا، وكان النجم الأول فى صفوف الفراعنة فى كأس الأمم الافريقية الأخيرة بالجابون. وتعكس تجربة الحضرى الجديدة طبقا للمؤشرات النهائية مع المقاصة ذكاءه وخبرته الكبيرة، لانه يضمن المشاركة مع هذا الفريق المميز فى منافسات البطولة الأفريقية، أى أنها فرصة رائعة له للحفاظ على مستواه العالي، وبالتالى سيكون جاهزًا لحراسة مرمى مصر فى المونديال إذا تحقق حلم التأهل الذى ينتظره الفراعنة منذ 27 عامًا. وخاض السد العالى ابن دمياط العديد من التجارب الاحترافية المميزة التى جعلته يترك بصمة فى كل خطوة قطعها , فبعد رحيله من سيون انضم لأكثر من فريق كبير وفى المقدمة الزمالك , ليصبح من القلائل الذين لعبوا لقطبى الكرة المصرية , ثم حجز مقعدا فى دراويش الاسماعيلى وقدم مردودا جيدا , بالاضافة الى تواجده فى المريخ السودانى ومساهمته فى الكثير من انتصاراته.. كما انه قدم موسما جيدا مع وادى دجلة وكان عاملا مؤثرا فى الحفاظ على نظافة شباكه , بخلاف ما قدمه مع منتخب مصر فى نهائيات الجابون وقيادته للفراعنة الى النهائى وتحمله عبئا كبيرا على مدار المباريات طبقا للخطة الدفاعية التى يلعب بها الارجنتينى .