أثبت الهجوم الإرهابي، الذي شهدته قاعة احتفالات في مانشستر ببريطانيا أن الإرهاب ليس في منطقة دون أخري أو دول بعينها، إنما يضرب الجميع بما في ذلك الدول التي تحتضن جماعات متطرفة فعلاقات بريطانيا بجماعة الإخوان الإرهابية معروفة، ولاتزال توفر ملجأ آمنا لبعض قيادات الجماعة وتسمح لهم بالعمل بحرية علي أراضيها، ظنا منها أن ذلك يجعلها بمنأي عن الهجمات الإرهابية، لكن ما حدث يثبت خطأ هذه النظرية. كما أن الهجوم الذي تبناه تنظيم» داعش« يظهر للجميع أن خطر الإرهاب لايزال هو التحدي الأبرز علي مستوي العالم، مما يتطلب مزيدا من الجهود والتنسيق الدولي لمواجهة هذا الخطر، بالإضافة إلي أن ملابسات هذا الهجوم تثبت ضرورة العمل علي حل الأزمات التي تواجه بعض الدول العربية، فقد أشارت مصادر إعلامية بريطانية إلي أن منفذ الهجوم سلمان العبيدي زار ليبيا قبل أيام قليلة من تنفيذه الهجوم الانتحاري، وربما سافر أيضا إلي معاقل الإرهابيين في سوريا، إلي جانب الإشارة إلي أن والده من قيادات الجماعات المتطرفة المسلحة في ليبيا. وهذا يعني ضرورة التعاون الدولي من أجل القضاء علي الجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا ومساعدة الدولة علي فرض سيطرتها، حتي لا تتحول هذه المناطق إلي حاضنة للإرهاب تهدد العالم بأكمله كما حدث في مانشستر. كل ذلك يظهر أهمية وجود إستراتيجية دولية واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب، لا تستثني أي جماعة أو منطقة، حتي تقتلع جذور الإرهاب من كل مكان، فالخطر يتهدد الجميع ولا أحد بمنأي عنه. لمزيد من مقالات رأى الاهرام