يحتفل الغرب هذه الأيام وبالتحديد فى العاصمة الألمانية برلين بمرور 500 عام على انطلاق الحركة الإصلاحية التى قادها الراهب الألمانى مارتن لوثر فى عام 1517 فى أوروبا، وكان هدف الحركة الأول إصلاح الكنيسة الكاثوليكية بعد ان لمس قطاع كبير من المسيحيين الغربيين انتشار أفكار باطلة وسلوكيات غير لائقة يمارسها رجال الكنيسة، ومنها بيع صكوك الغفران، وشراء رجال الدين المناصب العليا وصولا إلى كرسى البابوية لتصبح البروتستانتية بداية الإصلاح للكنيسة الكاثوليكية. والإصلاح الدينى ليس بجديد ،فما فعله مارتن لوثر فى الغرب القرن السادس عشر اقدم عليه الامام محمد عبده فى الشرق أواخر القرن التاسع عشر ليصبح أحد رموز التجديد فى الفقه الإسلامى وابرز دعاة النهضة والإصلاح فى العالم العربى والإسلامى فى العصر الحديث، لسعيه إلى تعزيز الإصلاح السياسى والاجتماعى فقد كان يرى ان بداية إصلاح الخطاب الدينى تبدأ بإصلاح مؤسسات التعليم الدينى لتواكب متطلبات العصر وفى مقدمتها مؤسسات التعليم الازهرى حتى يظل الأزهر غاية وهدف كل متعلم و دارس، لعلوم الفقه والحديث والتفسير، وغيرها من العلوم الشرعية. وتحقيق الإصلاح الدينى وتجديد الخطاب فى العالم الإسلامى ليس بدعة فهو ضرورى لنشر التعايش والتسامح للمسلمين مع بقية الأديان الأخرى لانهم اصبحوا وسط عالم متغير من حولهم يحاول إلصاق التطرف والصراع والإرهاب بالدين الإسلامى وهو برئ فى جوهره من هذه الاتهامات. وهذا الإصلاح الدينى يتطلب أن يسبقه وجود إصلاح اجتماعى يشمل المجال السياسى والتعليمى وإعادة تأهيل الإنسان من جديد لان تطور المجتمعات يقاس بالعلاقات السوية بين كل شعب وحكومته. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى