لا يملك من الدنيا إلا يقينه بالله، الذى عرفه وكيلا مقيتا رزاقا، يخرج كل فجر طالبا رزق الله الذى سخره له ، يلقى شباكه متوكلا على الله ،فأبدا لا يعود ويداه صفرا. أعوام وأعوام جرب فيها اسم الله الوكيل ، حتى عرفه يقينا، وركن إليه، مستبشرا بصيده من ألطاف الله ، وما عرف فى طريق سعيه، شق بقاربه الصغير دربا طيبا هادئا ، وسط آلاف السفن التى أغرق موج الحياة أصحابها، الناس خلفه يتصارعون بكل حيلة على ما قسم لهم من رزق. لا يخطىء أبدا أصحابه ، فتهلكهم ولا توصلهم أبدا ، ولا يزالون فى سباقهم ، وهو قد نجا بقاربه.