أجمع علماء النفس على أن الطفل المصرى دون سن المدرسة من أذكى أطفال العالم، حيث يستحوذ على أكبر عدد من الذكاءات مقارنة بأقرانه فى العالم، بدليل هذا التعامل المدهش له لكل ما يراه على شاشات التليفزيون ومدى تعامله مع التقنيات الحديثة، ولكن ما أن تطأ قدماه أسوار المدرسة إذا بالمنحنى البيانى لهذا الذكاء يتقهقر إلى مستويات متدنية. بما يدل على أن هناك خللا فى المنظومة التعليمية يستوجب إعلاء ما يسمى (البرمجة اللغوية الإبداعية) تكون بمثابة توليفة إبداعية مميزة تشبه الإبحار فى عالم الإبداع أهم ما يميزها الاستدعاء الواعى لما يخزنه العقل من محاور اهتمام المتعلم، ومن ثم العمل على تنميتها وصقلها من خلال بلورة خطاب تعليمى مرن لا يكون محبوسا داخل أطر جامدة لا يخص ضلعا واحدا من أضلاع المثلث التعليمى (المعلم الأسرة المتعلم)، بل يكون متزامنا دون أفضلية أحد على الآخر، وذلك من خلال تدريب المعلم على فلسفة الإبداع وإعطائه الفرصة للتعامل مع المتعلم بحيث يتوافق معه، مراعيا الفروق الفردية دون تقيد بنمط ثابت مكبل يغتال هذه الفروق، فيجد المتعلم من المعلم كل تشجيع لما يبدو منه، فيجد نفسه فينميه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ثم يبرز دور الأسرة التى ينبغى أن تنظر إلى مواطن الإبداع لدى أطفالها ولا يكون جل همها حصول أطفالها على أعلى درجات الحفظ والإظهار، فربما يتقن مهارة معينة إذا أطلق لها العنان للإبداع فيها بما يحقق لهذه الأسرة كل رفعة وشرف، ثم يأتى الضلع الثالث وهو المتعلم فيجدنا وقد أعددنا له تعليما يلبى طموحه وتطلعاته فيجد فيه نفسه فينهل منه بنهم شديد مقبلا عليه بكل حب وإقدام، فيخرج إلينا شابا يافعا مسلحا بكل الأسلحة يجتاز بها عالما لا مكان فيه لضعيف أو واهن، مسجلا لنفسه رقما فى منظومة المجتمع مما يبعده عن شبح القنوط والانضمام إلى العاطلين، مبعدا نفسه عن استغلاله فى أعمال إرهابية ضد وطنه. عبدالحى الحلاوى مدير عام بالمعاش قوص