تعظيم سلام للفتيات الكرديات الجميلات الباسلات حفيدات صلاح الدين الأيوبي، لقد رأيناهن على شاشات الفضائيات فوق ثرى سوريا الحبيبة مع زملائهن الأكراد الصناديد الشجعان، وهن مثلهم يحملن السلاح ويطلقن الرصاص ويشاركن فى خوض المعارك الشرسة الضارية، ويطاردن بعزم أكيد وإصرار فلول جماعات داعش الإرهابية المجرمة التى أخذت فى الانسحاب فى الرقة السورية، التى اتخذتها القيادة الداعشية عاصمة مزعومة لدولة الخلافة الوهمية، بينما أحفاد وحفيدات صلاح الدين من ورائهم يواصلون التقدم ويلاحقونهم، واضعين الأيدى على الزناد، ليقضوا على أحلام وأوهام العصابة الإرهابية اللعينة التى ارتكبت أبشع الجرائم والمعاصى فى العديد من الدول العربية وغيرها، مما يندى له جبين المسلمين الحقيقيين المنتشرين فى مختلف بقاع العالم، وكم ألحقت جرائمهم البشعة النكراء من إساءات لدين الإسلام، بل للإنسانية بصفة عامة، خاصة وهم يدمرون ويحرقون أماكن عبادة وكنائس مقدسة، ومعابد ومبانى وقلاعا أثرية تاريخية، خلدها وقدرها علماء التاريخ والآثار والحضارات ، وهم يتخذون من النسوة سبايا للمتعة، يخيرونهن أحيانا بين الخروج عن دينهن أو الاغتصاب، ويخيرون الرجال الأسرى كذلك بين الخروج من دينهم أو القتل! لقد كان إعجاب المرء واحترامه ومازال بالغا لما أحرزته القوات الكردية بنسائها ورجالها، من بطولات وانتصارات مجيدة مبهرة على جماعات داعش، لدرجة أنها أدهشت وأثارت إعجاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مما دعاه إلى إمدادها بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، دعما لها، لجديتها وإصرارها (وكم أثار ذلك حفيظة حاكم تركيا!). وكأن ما قام به المقاتلون الأكراد (رجالا ونساء)، ويقومون به، هو بمثابة تقدير وعرفان ورد جميل للجمهورية العربية السورية، التى أقامت عام 1993 أمام قلعة دمشق التاريخية، تمثالا ضخما لبطلهم الأسطورى وقدوتهم صلاح الدين الأيوبي، وهو على صهوة جواده الجامح، وكان ذلك بمناسبة مرور 800 عام على وفاته. ولعل ما لحق أخيرا بالبطل التاريخى من تشويه وإساءة رغم أن العالم كله شرقه وغربه ظل على مدى التاريخ يكن له مشاعر التقدير والإجلال والاحترام، لبطولاته ولما اشتهر عنه من تسامح وإنسانية، وظل لقرون طويلة محل إعجاب وفخر العالم العربى بأسره لتحرير أراضيه السليبة!.. أقول لعل ذلك يستدعى الإسراع إلى قيام لجنة علمية محايدة متخصصة رفيعة المستوي، لتقويم تاريخ صلاح الدين الأيوبي، وتقويم مساره وأعماله، فمن الواجب أن يكون التاريخ راسخا صحيحا، وليس كما تشاء الأهواء! جلال إبراهيم عبدالهادى