تابع التونسيون حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أنباء متوالية عن حملة اعتقالات فى صفوف رجال أعمال نافذين، فى مقدمتهم رجل الأعمال الشهير شفيق جراية .وتصدر خبر الاعتقالات النشرات الإخبارية للإذاعة الوطنية العمومية صباح أمس . ونقلت عن مصادر وصفتها بأنها مسئولة أن جراية ورجلى الأعمال ياسين الشنوفى ونجيب بن اسماعيل متحفظ عليهم ورهن الاقامة الجبرية أيضا للتحقيق فى قضايا تمس أمن الدولة و الفساد والتهريب . إلا أن الإذاعة لم تكرر ما بثته قبل ساعات نشرة الأخبار الليلية الرئيسية بتلفزيون الدولة عندما نقلت عن مصادرها أن اعتقال رجال الأعمال النافذين يجرى بمقتضى حالة الطوارئ . ويذكر أن جراية كان من ممولى الحملات الانتخابية لحزب نداء تونس الذى تزعمه الرئيس الباجى قايد السبسى، لكنه تبادل مؤخرا الاتهامات العلنية مع حافظ نجل الرئيس السبسى الذى يشغل منصب المدير لتنفيذى للحزب.أما الشنوفى فهو مرشح للرئاسة فى انتخابات نهاية عام 2014 ألمح عماد الطرابلسى صهر الرئيس المخلوع بن على فى اعترافاته العلنية التى بثتها هيئة الحقيقة والكرامة السبت الماضى انه عمل معه فى التهريب . وقال مسئول طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية ان الموقوفين الاربعة حرضوا ومولوا احتجاجات بمنطقة الكامور من ولاية تطاوين ، واحتجاجات حصلت فى وقت سابق بمناطق أخرى«. ويقول مراقبون بالعاصمة التونسية » للأهرام » إن حملة ملاحقة رجال الأعمال قد تضيف المزيد من العراقيل أمام مساعى الرئيس السبسى تمرير مبادرته للمصالحة الاقتصادية مع كبار رجال أعمال وإدارة نظام بن على عبر البرلمان.وربط المراقبون أنفسهم بين هذه الحملة واعترافات عماد الطرابلسى .إلا أنهم لم يستبعدوا كون توقيت الحملة على صلة بمساعى الحكومة تهدئة الاحتجاجات الاجتماعية للشباب المطالب بالحق فى العمل و تنمية المناطق المهمشة. وعلى صعيد التطورات بتطاوين ، أعلنت الحكومة قرب استئناف المفاوضات مع الشباب المطالب بالعمل والتنمية ولايزال معتصما قرب محطة ضخ البترول بمنطقة الكامور الصحراوية .