بعد ساعات من هجوم مانشستر الإرهابى الذى راح ضحيته 22 قتيلا و64 مصابا، انتشرت عناصر الجيش البريطانى فى المناطق الحيوية، وقررت السلطات إغلاق البرلمان أمام العامة، وذلك بعدما أكدت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد أن المفجر الانتحارى المتورط فى الهجوم «لم يكن يعمل منفرداً» على الأرجح وسط مؤشرات قوية حول «علاقات وثيقة» تربطه بتنظيم «داعش» ومعلومات مخابراتية أوضحت أنه زار سوريا وكان فى ليبيا قبل أيام قليلة من شنه الهجوم الدموي. وانتشرت قوات من الجيش وسط لندن وقرب «قصر باكنجهام» ومقر البرلمان فى ويستمنستر، ومقر الحكومة فى داوننج ستريت والملاعب الرياضية ومراكز التسوق الكبيرة والسفارات الأجنبية. كما تم زيادة عدد قوات الشرطة. وأوضحت الشرطة، فى بيان لها قائلة «سيعمل الجيش تحت هيكل قيادة جهاز شرطة متروبوليتان لتوفير حراسة مسلحة ثابتة عند المواقع المهمة»، موضحة أنه لن يفتح أبواب البرلمان فى ويسمنستر للعامة اعتبارا من الآن بسبب تفاقم التهديد الأمنى بعد هجوم مانشستر. وقال البرلمان على موقعه الإلكتروني: «نتيجة لذلك ستلغى كل الجولات والحفلات اعتبارا من الآن، وسيظل هذا الإجراء قائما لحين تغير التعليمات». ولا يعقد البرلمان جلسات حاليا نظرا للانتخابات العامة المقررة فى الثامن من يونيو المقبل، كما تم أيضا وقف تغيير الحرس الملكى حول قصر باكنجهام، فى إطار الاحتياطات الأمنية.وقالت مصادر بريطانية مطلعة على التحقيقات إن العبوة الناسفة التى استخدمها المفجر الانتحارى «كانت من صنع شخص آخر». يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه شبكة «سكاى نيوز» البريطانية نقلا عن شهود عيان أنه كانت هناك أخطاء أمنية قاتلة فى تأمين الحفل فى قاعة «مانشستر أرينا». وانتقدت شاهدة العيان داون وادي، التى حضرت رفقة ابنتها حفل المغنية الأمريكية أريانا جراندي، عناصر الأمن الذين كانوا متواجدين بالقاعة بسبب «تقصيرهم» فى تفتيش الحضور. يأتى ذلك فى الوقت الذى تم الكشف عن هوية منفذ الهجوم حيث قالت وزيرة الداخلية البريطانية إن الانتحارى يدعى سلمان عبيدى - 22 عاما - كان معروفا لدى السلطات، مشيرة إلى أن مستوى التأهب الأمنى تم رفعه إلى أقصى درجة وهى «حرج»، مما يعنى أن من المحتمل وقوع هجوم وشيك، وذلك بعد معلومات مخابراتية تشير إلى وجود ضالعين آخرين فى الهجوم وإحتمالات قوية جدا لشن هجوم إرهابى جديد. وهذه هى المرة الأولى التى ترفع فيها بريطانيا مستوى التأهب الأمنى إلى «حرج» منذ هجمات 7 يوليو 2005. وقالت وزيرة الداخلية إن نشر قوات الجيش يهدف إلى تمكين الشرطة من التركيز على التحقيقات. واعتقلت الشرطة أمس 3 أشخاص من منطقة جنوبلندن فى إطار التحقيقات بينهم شقيق المفجر الإنتحاري، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين إلى 4 أشخاص.وذكرت السلطات أن المهاجم سلمان عبيدى من مواليد 1994، ولد فى مانشستر لأبوين من أصل ليبي، ولديه ثلاثة أشقاء هم بنت وولدان. ويعتقد أن والديه رجعا إلى ليبيا ويعيشان هناك الآن. وبحسب المعلومات المتوافرة حوله، فإنه كان قد بدأ بإطالة لحيته قبل فترة.وقضت أسرة عبيدى سنوات قليلة فى لندن، ثم انتقلت إلى مانشستر حيث كان الأب يعمل مؤذنا فى مسجد فى «ديدسبري». وتلقى عبيدى تعليمه فى مدرسة فى مانشستر، ثم التحق بجامعة سالفورد قبل أن ينقطع عن الدراسة. وكان يعمل قبل الهجوم فى مخبز، ويتذكر أصدقاؤه أنه كان لاعب كرة قدم جيدا، ومشجعا لنادى مانشستر يوناتيد. ويوجد فى مانشستر أكبر جالية ليبية فى بريطانيا.