«السينما» الحقيقية الهادفة تعد مصدر إضاءة وتنوير، وهى ذات رسالة مؤثرة وأسلوب فاعل فى التأثير والتغيير، وتساعد على فهم الماضي، وقراءة الواقع قراءة صحيحة، وتحليل الأحداث تحليلاً دقيقا، وتصحيح نظرة الإنسان للكون والحياة، أى أن «السينما» مرآة صادقة تعكس واقع المجتمع والحياة.. هذه الجمل ليست جملا إنشائية الغرض منها إعلاء قيمة «السينما الواقعية لأن «السينما» لا تحتاج منا هذا ولكنها جمل صحيحة، وأثبت صحتها خلال الأيام الماضية، عندما قاطع المواطن القناوى حمام على عمر، الحضور خلال افتتاح مجموعة من المشروعات التنموية بمحافظات الصعيد، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسى الاستماع لشكواه، وبعد أن استمع سيادة الرئيس وأعجب بشجاعته وفصاحة لسانه قرر منح أهالى «المراشدة» التى ينتمى إليها «الحاج حمام» ألف فدان. ما فعله «الحاج حمام»، جاء بالضبط فى الفيلم الروائى القصير «شكاوى الفلاح الفصيح»، للمخرج المصرى العالمى شادى عبدالسلام « الذى تم إنتاجه عام 1970 ، وقام ببطولته أحمد مرعي، وأحمد حجازي، ومن قبيل المصادفة أن الفلاح فى المرتين كان من الصعيد. فالقهر والظلم والاستبداد الذى وقع على الفلاح المصرى فى فيلم « شكاوى الفلاح الفصيح» جعله يسعى إلى المطالبه بالعدل، ليس له فقط ولكن لكل البشرية، المتمثلة فى مجتمعه، فالفلاح فى الفيلم سلب حقه منه، واستمر يدافع عنة رغم تعرضه للعذاب والإهانة، لكنه ضرب لنا أعظم مثال فى تاريخ مصر للدفاع عن الحق ومواجهة الظلم هذا الفلاح الذى بفصاحته وجمال أدبه استطاع أن يشد مشاعر الملك حيث إنه كتب تسع شكاوى بلغة الروعة والجمال. واستطاع بصبره وإيمانه أن ينال حقة الذى سلبه أحد الناس ولم يستسلم لأنه ظل واثقا من أن الحق يعيش والباطل يموت.