بدلا من إعطائهم سمكة الأفضل تعليمهم كيفية الصيد ، وعوضا عن زيارتهم فى يوم اليتيم لإعطائهم هدية والتقاط صورة تذكارية معهم ثم تركهم لغياهب النسيان ، قرر عدد من الرياضيين الشباب ونجوم كرة القدم فى مصر تكوين أكاديمية كرة قدم للأطفال بلا مأوى هى الأولى من نوعها وتنسجم مع اهتمام رئيس الجمهورية بالفئات المحرومة والتخفيف عنها وحماية آدمية الإنسان وستكون برعاية صندوق تحيا مصر والجامعة العربية ومنظمات أخرى . الفكرة كما يقول صاحبها كابتن تامر بجاتو مدرب الأشبال فى النادى الأهلى ولاعب الأهلى ومنتخب مصر السابق ل (الأهرام) انطلقت من حق آلاف الأطفال المهمشين فى التفاعل مع المجتمع خاصة من لديهم مواهب وقدرات رياضية خاصة ويحتاجون إلى مساعدتهم فى اكتشافها وصقلها وتنميتها بشكل علمى واحترافى ، حيث تزخر تجارب البلاد الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا بظهور نجوم عالميين كبار فى سماء كرة القدم. ويقول بجاتو إن الفكرة راودته من 3 سنوات، لكن ظروف البلد فى الفترات السابقة لم تمكنه من التنفيذ، وأخذ طوال الفترة الماضية التركيز على تطويرها ودراستها بشكل كامل حتى دخلت حيز التنفيذ بدعم كامل من صندوق تحيا مصر . حماية الأطفال ويشير بجاتو إلى أن الهدف العام من المشروع حماية أطفال مصر من كافة أشكال التطرف، وإبعادهم عن الفئات الضالة فى المجتمع، التى تسعى لتجنيدهم لتنفيذ أعمال إجرامية داخل وطنهم، وعدم السماح لأى شخص بأن يستغل الطاقات الموجودة بهم فى أعمال ضد الوطن، بعيداً عن أى شعارات سياسية أو تفرقة دينية أو من أى نوع . ويضيف بجاتو : الأكاديمية يسهم فيها عدد من ألمع نجوم كرة القدم فى مصر مثل هانى رمزى وعلاء ميهوب ومحمد شوقى ومحمد زيدان وهشام حنفى ووليد صلاح الدين ومحمد عمارة وعبد الستار صبرى وهشام يكن وعمرو زكى وخالد بيبو وغيرهم ، وسيشاركون فى الإشراف وتدريب الأطفال ورفع مستواهم وتشجيعهم ، كما تتخذ من « شامبيو أرينا» وهو مجمع رياضى بالقاهرة مقرا لها لإعداد فكر ومهارات اللاعبين بمعايير ألمانية. أبعاد وطنية وتربوية ووفقا لوثائق الأكاديمية فإن لها عدة أبعاد أولها البعد الوطنى لتعزيز الانتماء للمجتمع وإشعار الأطفال بأنهم جزء من النسيج الوطنى ويحملون راية مصر فى المحافل الرياضية ، وبعدا تربويا يتمثل فى توجيه الأطفال إلى الاهتمام بالرياضة والصحة الجسمانية والنفسية والابتعاد عن العادات والأفكار السيئة أو الوقوع فى براثن فئات منحرفة، فضلا عن البعد الاجتماعى بدمجهم فى التركيبة الاجتماعية وإشعارهم بأنهم غير منبوذين، بالإضافة إلى البعد الرياضى فى تكوين فرق رياضية يمكن أن تنافس فى كأس العالم لأطفال بلا مأوى خلال العام القادم والتى تغيب عنها مصر. ويؤكد بجاتو: يتم البحث عن المواهب فى المجالات المختلفة، كما سيتم أيضا الاهتمام بفرز مواهب الفتيات فى كرة القدم لتكوين فريق من الإناث وعمل دورات فيما بعد. ويرى أن نجاح التجربة فى مصر على مستوى كرة القدم، سيفتح الباب أمام انضمام كافة الألعاب الرياضية للمشروع لتبنى مواهب الأيتام فى كرة السلة واليد والطائرة وكافة الألعاب الفردية، ثم تعميم الفكرة فى كافة المجالات، ثقافية، وفنية، وانتقالها إلى الدول العربية بالكامل، والاستفادة من تجربة الهند ودول أمريكا اللاتينية فى اكتشاف المواهب داخل أطفال بلا مأوى مشيراً إلى أن هناك تخطيطاً لاستقدام مارادونا لزيارة القاهرة للمشاركة فى المشروع الكبير ودعم الأولاد . برنامج زمني ويتضمن البرنامج الزمنى للمشروع اعتبارا من الأسبوع القادم تفقد المناطق والساحات الشعبية ودور الرعاية والملاجئ والأماكن التى يحتمل أن يوجد بها أطفال بلا مأوى أو الأطفال فى الأحياء الشعبية الفقيرة الذين يعيشون فى الشارع فترات طويلة ، ويبدأ البرنامج بمدينة القاهرة ثم يتنقل فى المحافظات ذات الكثافة الكبيرة بحدود 6 8 محافظات ويتم تجميع 100 150 طفلا بين سن 10 14 سنة بحيث يرتفع العدد النهائى تدريجيا إلى 1000 طفل ويتم خلال شهر يوليو ترتيب دورى بين الفرق المشاركة وعمل محاضرات تعليمية ورياضية وتقديم الرعاية الطبية والنفسية للأطفال الموهوبين . وتتكفل الأكاديمية بدعم من صندوق تحيا مصر، وأهل الخير فى الإنفاق على الطفل بالكامل من خلال توفير أدوات ممارسته لكرة القدم بالشكل الذى يليق بلاعب المستقبل، وتحمل كل تكاليف انتقالاته من المحافظة الموجود بها لخوض التدريبات فى القاهرة مرتين فى الأسبوع، وكل ما يتطلبه ذلك من إقامة وملابس وتغذية ورعاية طبية ونفسية وغيرهم مشدداً على أن رعاية أطفال مصر كرويا ستكون بلا ربح وبلا أى مقابل مادى. وحول مساندة الجهات والوزارات المعنية قال بجاتو إنه يرحب بأى دعم حكومى أو شعبى للتفاعل مع الفكرة ، لكنه لا يريد الوقوع فى دهاليز البيروقراطية التى تعيق النشاط المبتكر وتؤثر سلبا عليه فى بعض الأوقات ، مؤكدا الانفتاح على أى مقترحات أو أفكار تساهم فى إخراج المشروع إلى النور . دعم الدقهلية وخلال زيارة استكشافية إلى محافظة الدقهلية باعتبارها من المحافظات كثيفة العدد وبها رموز رياضية كثيرة التقى بجاتو مع محافظ الدقهلية الدكتور أحمد الشعراوى الذى رحب بالفكرة وأعلن مساندته وتحمسه لها وإعجابه بها ، معلنا أنه سيقدم كل الدعم الممكن لنجاحها وخروجها بالصورة المشرفة واللائقة . وأكد تعاون الجهات المعنية فى مديريتى الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى فى تسهيل الاختبارات والتدريبات اللازمة للأطفال ورعايتهم رياضيا وأنه سيعطى تعليمات بتذليل أية صعوبات . ويؤكد الدكتور محمد البيلى مدرس طب الأطفال بجامعة المنصورة وأحد الشباب الداعمين للفكرة أنه يقدم كل التشجيع لنجاحها لأنها مبتكرة وتخص قطاعا واسعا من الأطفال المحرومين وتحقق العدالة الاجتماعية والفرص المتساوية لكل الفئات فى التميز والنبوغ وخدمة الوطن ، مشيرا إلى استعداد عدد من رموز المنصورة والقيادات الاجتماعية والسياسية ورجال الأعمال للوقوف بجانب المشروع ودعمه بكل السبل من منطلق وطنى والتزام أخلاقى تجاه أطفالنا. أما الدكتور محمد حسان صاحب إحدى المدارس الخاصة المعروفة بالمنصورة فيرى أن الفكرة جيدة وتستحق التشجيع والمساندة معتبرا أنها ستقدم لمصر جيلا واعدا من الموهوبين الذين يمكن أن يضيفوا ثراء للأندية داخل مصر وخارجها . وقال انه مستعد لدعم نجاح الفكرة لوجستيا سواء بالملاعب أو الملابس الرياضية وأى مستلزمات خاصة بالأطفال .