تشكو بعض الأمهات من عنف ابنها فى تعامله مع إخوته أو زملائه وقد يضرب قطته، أو يسرق، أو يكون انطوائيا.. هذه الشكاوى تعد مؤشرا لا يمكن تجاهله وهى بمنزلة تحذير ينذر باضطراب المسلك أو بالإدمان أو التطرف ومخاطر فى المستقبل إذا لم يتم علاجها مبكرا. تقول صفا الفقى خبيرة التنمية الذاتية ومرشد أسرى: اضطراب السلوك هو عبارة عن سلوكيات عدوانية شديدة متكررة على حقوق الآخرين وخرق القوانين، وانتهاك القيم الاجتماعية، فهو سلوك يتعدى نطاق المزاح والشقاوة، ويمكن أن يصاحبه اضطرابات أخرى تسبقه كالتمرد على السلطة، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو اضطراب يتسم بالقسوة فى تعاملاته مع الآخرين ومع الحيوانات، والبدء بالعراك البدنى باستخدام الأسلحة بشكل خطر على الآخرين «سكين - عصا - مسدس، ويسرق، يبتز، يغتصب»، ويتعمد إجبار الآخرين على الانخراط فى الانحراف، والتخريب، والكذب والغش، والسرقة، للحصول على ما لا يستحق، والهروب من المدرسة والبقاء خارج المنزل طوال الليل قبل سن 13 عاما، كما أنه يصاحبه تدنّ فى الأداء الاجتماعى والأكاديمى والوظيفى.. وينتشر فى الذكور بنسبة 1:4عنه فى الإناث.. ويظهر فى البيت والمدرسة.. ويتم تشخيصه على أنه اضطراب فى سن 18سنة.. وعلى أنه سلوك مضاد للمجتمع فى مرحلة الرشد، فكلما كان ظهور هذا السلوك فى سن مبكرة لدى الأطفال، كلما كانوا معرضين بدرجة كبيرة لخطر الجنوح والإدمان وظهور أعراض اضطراب السلوك المعادى للمجتمع فى المراهقة والرشد وله 3 درجات من الخطورة «معتدلة- متوسطة-خطيرة» ولاضطراب السلوك أسباب وراثية كسلوك القسوة فى التعامل، الشجار، وتدمير الممتلكات، وعوامل التكوين كتعاطى الأم للمخدرات والكحوليات فى أثناء فترة الحمل، وأسباب التربية والتنشئة مثل القسوة، والإهمال، وعدم تقدير الذات، والشعور بالحرمان والفشل، وما يقدم فى الإعلام من نماذج عنف وسلبية كرمز للنجاح، أيضا العنف المدرسى، وتأثير أصدقاء السوء.. بجانب المستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى المنخفض.. أما الوقاية والعلاج منه فتقول صفا إن العلاج يشمل الطبى عن طريق المختص والذى يركز بدوره على جعل الطفل أكثر هدوءا، وعلاج نفسى وسلوكى عن طريق عمل برنامج تدريبى تربوى فعال، يهدف لتعديل السلوك من البداية باستخدام العلاج المعرفى السلوكى من خلال التدريب على المهارات الاجتماعية وحل مشكلاته وعدم مقارنته بأحد، وتفريغ طاقته بممارسة الرياضة، وتشجيع وتحفيز الطفل، وزرع الوازع الأخلاقى الذى يساعد على اكتساب الإحساس بالصواب والخطأ.. فيجب علينا كمجتمع وأفراد مراعاة عدم نبذ صاحب هذا السلوك واحتضانه والتعامل معه بالأسلوب التوجيهى والتربوى الفعال.. مما يجعلنا نتفادى أو على الأقل نقلل خروج نماذج خارجة على القانون و«مسجلين خطر».. وذلك أن يتحول من سلوكيات تحتاج لتوجيه وتقويم إلى اضطراب يصل لدرجة الخطورة.. الذى سيلقى بأثره على الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام..