أكتسبت الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر يومى 28 و29 أبريل 2017 أهمية كبيرة على المستوى الدولى والرسمى والشعبى ، ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،وحضوره المؤتمر العالمى للسلام بالأزهر الشريف وكلمته المتميزة به ، وحضوره القداس الألهى بالكنيسة وأستاد الدفاع الجوى . وجاءت أهمية زيارة البابا فرنسيس بأنها الأولى لقداسته لمصر منذ توليه منصب بابا الفاتيكان ،بأنها تعطى رسائل وأشارة مهمة فى العالم وللقادة الدينين والسياسيين ، وهى الحرص على ترسيخ العلاقة بين الفاتيكان والأزهر الشريف وزيادة التعاون والتقارب بينهما ،وتعزيز روح التسامح و،والحوار بين كافة البشر من مختلف الأديان ،ونبذ خطاب الإرهاب والتعصب وممارساته الآثمة ،وترسيخ رسالة السلام بين أصحاب الديانات ضد العنف والتطرف الفكرى والدينى ، فضلا عن رسالة شدية الأهمية للعالم وهى أن بابا الفاتيكان يساند مصر فى جهودها ضد الارهاب الذى تتعرض له ،وحوادث القتل للأبرياء أثناء الصلاة التى تعرضت لها الكنائس فى الفترة الاخيرة ، ورفض البابا تأجيل زيارته لمصر ، وأصراره على أتمامها فى موعدها ، وتم تعضيد هذا بما ذكره المتحدث الرسمى للفاتيكان أن البابا فرانسيس لايتوقف أمام ما يحدث من حوادث إرهابية فى مصر ،ولكنه وبكل إصرار واقتناع يقوم برحلته المباركة إلى مصر. وقيام الفاتيكان بوضع صورة على موقعها للبابا فرنسيس يلوح بيده وفى والخلفيه نهر النيل والأهرامات وحمامة السلام ،وهى نفس الصورة التى أستخدمت للترحيب به بمصر ووضعت على اللافتات والدعوات لحضور القداس ،ويعنى أن بابا الفاتيكان هو رجل سلام ويأتي إلى أرض السلام،وهذا شعار تم اختياره في مجلس البطاركة والأساقفة، ويبين مصر بكل حضارتها ودورها في الدين والإيمان، وقدرة الحضارة على أمتصاص التطرف. كما اهتمت الفاتيكان بالزيارة بدرجة كبيرة فى كافة المعلومات والبيانات التى قدمتها لوسائل الإعلام وحرص جريغ بورك مدير إدارة الصحافة بالفاتيكان على القول بأن الزيارة لها ثلاثة أبعاد راعويّة ومسكونيّة وتدعيم بين الأديان، لبلد يبلغ عدد سكانه حوالي 90 مليونًا يشكّل من بينهم المسلمون السنة نسبة 89 % والأقباط الأرثوذكس ال 10 % والكاثوليك من مختلف الطوائف ال 0.1 % فقط ،وأن البابا يرغب من خلال هذه الزيارة أن يبني حوارا ينعكس في الأبعاد الثلاثة لزيارته وهى البعد الرعوي من أجل الجماعة الكاثوليكيّة الحاضرة في مصر والبعد المسكوني في الحوار مع الأقباط الأرثوذكس وبُعد الحوار بين الأديان ، لإن البابا يشدد دائماعلى أنّه ينبغي علينا أن نبني الجسور، وهذا هو بناء الجسور ،و يريد البابا أن يعطي علامات إيجابية، وإنه مُطمئنّ ويعرف جيدا الوضع في مصر ، ولتأكيد وحدة المسلمين والمسيحيين بمصر بينما إهتم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتوضيح عدة أمور مهمة إن الحوادث الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا لا تستهدف المسيحيين فقط، بل وجهت قبلهم إلى رجال القوات المسلحة، والقضاء، والشرطة، والمواطنين العاديين فى الشارع فى مواقع كثيرة، بهدف كسر وحدة المصريين. ،وأن مثل هذه الحوادث الإرهابية لا تؤثر فى هذا التلاحم القوى، والوحدة المصرية التى تجاوز عمرها ال14 قرنا من الزمان. كما جاءت كلمات الأنبا عمانويل عياد رئيس اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان معبرة بشدة عن الوضع فى مصر وزيارة بابا الفاتيكان لها ، بأنه رغم ماتتعرض له مصر من حوادث أرهابية ، فمصر بلدا مستقرة وآمنة وتشهد تعايشا سلميا، وإن الجميع يعلم العلاقة الجيدة والتوافق في الرؤى والتآخى بين الفاتيكان والأزهر، وأن أحد أهم دوافع الزيارة للبابا فرانسيس هو الترابط والعلاقة الوثيقة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية. وهو نفس ماحرص الأنبا إبراهيم إسحاق مطران الكنيسة الكاثوليكية بمصر، على توضيحه فى أن المعانى الفعلية للزيارة بأن البابا فرانسيس محب لمصر ولشعبها، ويدعو دائما إلى السلام والمحبة بين الجميع، ولبى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي ،لزيارة مصر لمحبته لمصر ولدورها في السلام ، كما أن إصرار البابا فرانسيس على زيارة مصر وعدم تأجيلها، بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها كنيستي مارجرجس في طنطا والمرقسية بالإسكندرية تهدف الى مساندة الشعب المصري في تلك الأزمة ،و أن بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية في أنحاء العالم، صديق لمصر ،وأنه يعبر بصدق شديد عن محبته لمصر والمصريين والكنيسة المصرية . لمزيد من مقالات عماد حجاب;