سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال 20 ساعة من المناقشات والحوارات الصريحة فى مؤتمر الشباب.. رسائل لتحفيز الشباب على العمل التنفيذى وتطبيق الأفكار على أرض الواقع..
تلغرافات لمؤسسات الدولة بالتكاتف والتجرد.. وللإعلام بنقل الحقيقة
عشرون ساعة من المناقشات الجادة والتفاعلية على مدى 6 جلسات عمل، كانت حصيلة الحوار الشفاف بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والمسئولين والشباب بالمؤتمر الدورى الثالث للشباب الذى عقد بمحافظة الإسماعيلية، الذى بدأ بالتزامن مع ذكرى تحرير سيناء فى الخامس والعشرين من إبريل واستمر ثلاثة أيام. ولم يكن اختيار مؤسسة الرئاسة لهذا التوقيت من فراغ، ولكن ليتذكر الأبناء والأحفاد، تضحيات الآباء والأجداد أمجاد وتضحيات أهالى مدن القناة وسيناء، لتشهد عبقرية المكان والزمان الحدث الذى أضحى يربط الشباب بالقيادة السياسية وصانعى القرار، وليصل صوتهم إليهم، وتوعيتهم بحجم الإنجازات والتحديات على أرض الواقع، أو كما قال الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر إن مصر الآن تمر بلحظة فارقة لعبور الجسر بين التحديات والإنجازات. ولعل المؤتمر كان فرصة لإزالة الغموض حول معدلات الإنجاز فى المشروعات الوطنية الكبرى وتوقيتات الانتهاء منها، حيث طمأن الرئيس الشعب المصرى إلى أن العمل يجرى على قدم وساق لإتمامها فى مواعيدها المحددة بحلول منتصف العام المقبل، وأوضح أن التأخير فى بعض المشروعات ومنها مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان قد جاء بسبب كثرة الإجراءات وتشابك عمل الوزارات، كما أعلن أن هناك العديد من المشروعات التى لا يتم الإعلان عنها بسبب أهل الشر، فضلا على عدم الإعلان عن أى من المشروعات إلا بعد اكتمالها لتشهد تدشينا حقيقيا يراه القاصى قبل الداني. المشروع الحلم.. ومستقبل مصر وكان لمشروع محور تنمية إقليم قناة السويس - الذى لا يقتصر نطاقه الجغرافى على مدن القناة فقط، بل يمتد أيضا إلى أرض الفيروز بسيناء نصيب كبير من المناقشات والزيارات الميدانية خلال أيام المؤتمر الثلاثة، حيث بعث الرئيس السيسى برسالة فى أول ظهور له بالمؤتمر من خلال الجولة البحرية بقناتى السويس القديمة والجديدة، وسط نخبة من شباب مصر، ليؤكد للعالم اجمع أن مصر ماضية فى تنمية الإقليم باعتباره حلم مصر ومستقبلها. وأكد الرئيس السيسى أن المشروع يمثل فرصة كبيرة لنا من خلال الاستفادة من موقع القناة فى مسار التجارة االعالمية، وأشار إلى أننا لو لم نكن قادرين على تجهيز البنية الاساسية للمحور والموانيء الستة الخاصة به، لكنا قد فقدنا الميزة التنافسية لقناة السويس. وقام الرئيس برفقة الشباب بعدد من الجولات الميدانية لتفقد سير العمل فى مشروع تنفيذ أنفاق قناة السويس، والتى تأكد افتتاحها قبل نهاية يونيو المقبل، كما تفقد سير العمل فى مدينة الإسماعيلية الجديدة، واستمع إلى شرح من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن انتهاء إنشاء المرحلة الأولى من المدينة على مساحة 2800 فدان من إجمالى 7 آلاف فدان مساحة المدينة، والتى ستوفر 52 ألف وحدة سكنية تم الانتهاء من تشييد 22 ألف وحدة سكنية منها. كما زار الرئيس نادى الفيروز بالمدينة، وتفقد كذلك أعمال إنشاء وتشييد منتجع الفرسان بمدينة الاسماعيلية التابع للقوات المسلحة. انخراط الشباب مع الحكومة ويأتى انخراط الشباب فى العمل العام والتنفيذى من أهم مكاسب المؤتمر، حيث أكد الرئيس أنه سيتم تسليم الدولة للشباب، ولكن عليه أن يكون قادرا على تحمل المسئولية، وان يعى جيدا أن هناك جسرا بين الواقع والمأمول، وطلب منهم أن يتقدموا بأفكارهم النظرية إلى مؤسسات الدولة المختلفة، ودعا مجموعة من شباب الاقتصاديين لتشكيل مجموعة تحفيز ومتابعة للعمل مع الحكومة فى رصد واقع المشكلات واقتراح الحلول لها، وعرض نتائج عملهم خلال مؤتمر الشباب المقبل، على أن يدعمهم الرئيس بالتواصل المباشر معه. وقد اكد الرئيس السيسى أن الدولة مستمرة فى دورات البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب والانتقاء بتجرد ومعايير ثابتة حتى يتولوا مناصب قيادية فى الدولة، وأشار إلى أنه سيتم الاستعانة بمجموعة من خريجى البرنامج الرئاسى فى مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والوزارات والمحافظات، كما أشار إلى أن هناك حاليا دورة بالبرنامج الرئاسى لتأهيل مجموعة من حملة الماجستير والدكتوراه لإعدادهم لتولى مناصب الوزراء والمحافظين. تجرد مؤسسات الدولة وحياد الإعلام ووجه الرئيس خلال المؤتمر كما كبيرا من الرسائل، منها رسالته إلى مؤسسات الدولة، حيث أشار إلى أن هناك حالة من الجذب والشد بينها، وأن الوضع الحالى يحتاج إلى تكاتف جميع المؤسسات، مطالبا إياها بالتكاتف والتعاون والتجرد. وشدد على أن جميع مؤسسات الدولة لها احترامها وتقديرها سواء كانت المؤسسات القضائية أو التشريعية أو التنفيذية، والتى ينبغى الحفاظ عليها جميعا، وطالب المسئولين فى جميع المؤسسات بألا يكون هناك تقاطع فى عملهم. كما وجه الرئيس رسالة للقائمين على الإعلام بنقل الواقع للمواطنين مع مراعاة عدم تحفيز المؤسسات تجاه بعضها البعض، وقال إننا لا نريد للناس أن تتخندق عند تناول الموضوعات، مطالبهم بنقل الواقع للمصريين، حتى لاتغضب مؤسسات من بعضها البعض. «اسأل الرئيس».. جسر للتواصل مع الشباب ولعل أبرز فعاليات المؤتمر كانت مبادرة «اسأل الرئيس» التى مثلت جسرا حقيقيا للتواصل بين الرئيس السيسى والمواطنين لا سيما الشباب، حيث دشن القائمون على المؤتمر تطبيقا الكترونيا على موقع المؤتمر قبل أيام من انطلاقه، يقوم من خلاله المواطنون بتوجيه استفساراتهم للرئيس حول القضايا التى تشغلهم، والتى أجاب الرئيس عن بعضها فى جلسة لا تنقصها الشفافية والمصارحة على الهواء مباشرة. وخلال ردود الرئيس ، طمأن الشعب المصرى أن هناك أملا حقيقيا فى تقدم البلاد ومستقبلا يفوق التصور، وقال إنه يرى خيرا كثيرا قادما فى الطريق، وشدد على انه لا يبيع الوهم للمصريين، وطالبهم بالمزيد من الاصطفاف. وفى إجابته عن سؤال حول ارتفاع الأسعار، قال إن كل الدول التى مرت بظروف صعبة وبذلت محاولات جادة واتخذت اجراءات جريئة للاصلاحات الاقتصادية، تحسنت الأمور لديها بعد تنفيذ الإصلاحات. وخاض الرئيس فى القضايا الشائكة التى تشغل الرأى العام المصري، ومنها قضية جزيرتى تيران وصنافير، حيث اكد احترامه حكم القضاء ورأى البرلمان بشأنهما، وشدد على انه لن يجامل أحدا على حساب البلاد. وقال إنه لم ولن يتخذ أى إجراءات استثنائية ضد المعارضة، وأنه يدعم جميع الأحزاب للمساهمة فى المسيرة السياسية والتنموية، وأشار إلى أن الدولة لديها إرادة حقيقية فى التصدى للفساد. مصارحة الشعب بالحقائق وخلال جلسات المؤتمر، أشار الرئيس إلى أن الدولة ستقوم بطرح السلع الغذائية بأسعار مخفضة فى الأسواق قبل شهر رمضان، وطالب المصريين بتحمل الأوضاع الصعبة لمدة عام آخر، وقال إن توصيف مشكلات مصر خلال السنوات الماضية كان يقدم بخداع ووعى زائف للمصريين، واشار إلى أن الهدف من عقد مؤتمرات الشباب هو مصارحة المصريين بالتحديات بعد فشل الإعلام فى نقلها للمواطنين، وأن القوات المسلحة تقوم بدور تنموى مواز للدولة، وأكد أننا نواجه حرب إرهاب وعقول وإعلام، وأن مصير مصر فى يد شعبها. وطالب الرئيس المصريين بالنزول بكثافة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أنه لن يستمر ثانية واحدة فى الحكم رغما عنهم، وقال إن الإرهاب فى شمال سيناء أصبح فى نهايته وإن الدولة لن تخلى المساكن من أهاليها هناك. قرارات وتوصيات وفى ختام المؤتمر أعلن الرئيس السيسى كعادته فى مؤتمرات الشباب السابقة عددا من القرارات، تأتى على رأسها دعوة شباب العالم للمشاركة فى المؤتمر السنوى للشباب بشرم الشيخ خلال شهر أكتوبر المقبل لتقديم رسالة للعالم بأن مصر تنشد السلام والتنمية والمحبة. كما قرر إعلان عام 2018 عاما لذوى الإعاقة لما يستحقونه من مزيد من الاهتمام والرعاية. وقرر الرئيس ترقية اللواء بحرى أركان حرب أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية إلى رتبة الفريق، و ترقية اللواء أركان حرب على محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى إلى رتبة الفريق. وخلال كلمته الختامية أكد أننا سنعبر للمستقبل ونحقق ما يليق بعظمة الوطن، ووجه رسالة شديدة اللهجة للإرهابيين بأننا لن نفرط فى حقنا ممن دعم الإرهاب وشارك فى سفك الدماء المصرية الطاهرة، وشدد على اننا سنستأصل الإرهاب بلا هوادة، وحذر الدول الراعية له بأن الشر ليس بعيدا عنهم. كما أكد أن تضحيات أهل القناة وسيناء المقدرة قد كتبت بحروف من نور فى كتاب أمتنا الوطني، وقال إن ثقته فى شباب مصر لا حدود لها، وإنه على يقين بتوليهم الريادة بعد التأهيل اللازم لهم. تكريم الأبطال والنماذج المضيئة وفى مشهد وطني، حرص الرئيس السيسى فى افتتاح المؤتمرعلى تحية مجموعة من أبطال منطقة القناة ممن قاموا بأعمال فدائية ضد الاحتلال البريطانى والإسرائيلى وقبل جبين كل منهم وأدار حوارا وديا معهم تكريما لهم وهم الفدائى عبد المنعم كمال، زينب الكفراوي، يسرى عبادة، أحمد السيد هلال، محمود مسعد، عبد الجواد سويلم. كما قام الرئيس فى ختام المؤتمر بتكريم عدد من النماذج المضيئة فى المجتمع من الشباب، وكذلك أبطال الألعاب الخاصة. توصيات شباب المؤتمر وفى نهاية المؤتمر، عرضت مجموعة من الشباب نتائجه والتوصيات الصادرة عنه، وأبرزها إطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التى تواجه صعوبة فى الحصول على التراخيص، وتشكيل مجموعات للرقابة الداخلية فى مؤسسات الدولة المختلفة، ودراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير، فضلا على تفعيل دور المجلس الأعلى للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمي، وميكنة الجمارك والضرائب للحد من التسرب المالي، والبدء فى إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات برئاسة رئيس الجمهورية.