عثر الآثاريون على برديات وجداريات تظهر بوجود فن الكاريكاتير فى مصرالقديمة. ففى بردية تعود للأسرة 22 حوار بين أعضاء الجسم والرأس الذى يقول (أنا الشعاع الذى يحمل الأشعة ويُخضعها) فيتهمه أعضاء الجسد بالغرور. ومغزى القصة إدانة لحاكم الإقليم. ................................................... وفى قصة (الخصومة بين ست وحور) يرمز(حور) لمصر و(ست) للهكسوس وكان تعليق سليم حسن أنّ القصة رمزية تُمثل (النضال بين الشمس والظلام) وتصل السخرية من الحكام لدرجة العثورعلى بردية من الأسرة 18 بها فرقة موسيقية يقودها حمار يلعب على الهارب، والأسد يقف وراءه ويعزف على القيثارة بينما يعزف القرد على آلة الناى المُزدوج. وفى فن الجرافيك عديد من اللوحات التي تسخر من حكام الأقاليم. وقال الحكيم (آنى) لابنه (ابتعد عن الشر) و(إبتعد عن السلطة تسلم) كما نقول في عصرنا (إبعد عن الشر وغنى له)، وفى عهد الحكم الرومانى حرّم الحُكّام على المحامين المصريين الدفاع عن موكليهم نظرًا لشهرتهم فى التهكم والسخرية من الحُكم والقضاء الرومانييْن. وفى القرن 17 ظهرالشيخ «يوسف الشربيني» صاحب كتاب «هزالقحوف فى شرح قصيدة أبى شادوف» الذي صوّر فيه حياة الفلاح، وسخر من سلبيته وسذاجته. وأخذ عليه بعض النقاد مغالاته فى العبث والمجون والتندر. وذكر أحمد أمين أنّ كتاب «هزالقحوف» خصب جدًا من الناحية الاجتماعية. خاصة وصفه لبؤس الفلاحين. فكما سخر من سذاجة الفلاح سخرمن رجال الدين، وكتب بعض النظم المسجوع على طريقة خطب الجمعة ومنها: «أما بعد. فيا أيها الناس مالى أراكم عن العسل غافلين. وعن الأرزالمفلفل باللحم الضانى تاركين. وعن الصوانى مُعرضين. وعن الدجاج المحمّر لاهين) وفى نظم آخركتب «الحمد لله مُزيل الحَزَنْ. ومُزيّن الأرز باللبن. وأشهد أنّ اللحم الضانى سيد الأطعمة ومُصلح البدن. واعلموا أنّ القشطة لاتُتركْ وأنّ المهلبية أحسن وأبركْ) وختم بالدعاء: «اللهم أهلك الثلاثة الفجار.. الفول والعدس والبيصار»، ونظرًا لظلم الحكام إبان الخلافة العثمانية وحكم السلاطين، ذاع مثل مصرى «اللى يشرب مرقة السلطان تتحرق شفته». وأثناء الاحتلال الإنجليزى قيلتْ نكتة عن عمدة جلس على مقهى ومعه خفير، ورأى العمدة وجهه ووجه الخفير في المرآة لحظة وصول الجرسون فطلب 4 شاى. وفى عهد مبارك كانت النكت أكثر من السادات وعبدالناصر، ومنها أن مبارك زار جنينة الحيوانات وسأل الفيل عن أحواله فرد عليه: عصر أحوالى سوده زى وشك، والبرسيم ناشف، فأمر مبارك بقتله. وسأل الأسد نفس السؤال فقال: يا جدع إنت مش مكسوف من نفسك دا حتى لحم الحمير مالوش طعم فأمر بقتله. وجاء الدورعلى القرد فقال: أيامك كلها سرور يا ريس عندى فول سودانى وموز، ففرح مبارك وطلب منه أنْ يقلد عجين الفلاحة، فرد القرد « طيب فين الدقيق؟)، والنكتة كانت أثناء أزمة الدقيق وارتفاع سعره.