بكيت بحرقة شديدة وتدفقت دموعى بغزارة عندما شاهدت بكاء وأهات أمهات وآباء شهداء مصر فى مساء يوم تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية منذ أيام،وهم يرفعون وجوههم للسماء ينادون الملك العادل الله عز وجل بكل كيانهم ومشاعرهم وسط دموعهم وارتعاش أيديهم وشفاههم بأن يرحم موتاهم من فلذات أكبادهم وينتقم من الارهابيين الذين ظلموا أوطانهم وقتلوا واستباحوا دماء وأرواح الأبرياء،وحولوا أجسادهم إلى أشلاء متناثرة وسط برك من الدماء. وهو ماجعلنى أتساءل كغيرى لماذا ينجح الارهابيون فى بعض محاولاتهم التى تستهدف أبناء مصر من رجال الجيش والشرطة والمدنيين والمسيحيين وبمثل هذه البشاعة ،ويفشل الاعلام والأزهر، ووزارات الثقافة والأوقاف والتعليم والتعليم العالى فى القيام بدورها المفترض رغم شراسة وفداحة مايتعرض له الوطن ، ولم نجد عزيمة وأصرار منها لنشر الوعى والمعرفة لهذة الفئة الضالة من الارهابيين، أو الاسراع لتحديث الخطاب التربوى والثقافى والدينى والأعلامى. ولماذا ينجح الارهابيون فى استقطاب المزيد من الشباب وطلاب التعليم الفنى والشباب من المحبطين والمقهورين، والفاشلين فى حياتهم بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمعترضيين والرافضين للتجاوزات ،الذين يتحولون فجأة لقنابل بشرية مفخخة ،ويسعون للموت على أقدامهم من أجل الانتقام من المجتمع ومؤسساته، ولماذا غاب دور الأسرة المصرية وسط هذا الركام الأسود فى تنشئة أبنائها بطريقة سليمة وإعتدال وإنتماء للوطن ،ومتابعة علاقاتهم بالآخرين وعلى وسائل التواصل الأجتماعى ،وتركتهم للضياع والأهمال واليأس وأصدقاء ورفاق السوء والانترنت ،ولم تقم بدورها فى حماية أبنائها ومنع انخراطهم فى التنظيمات المتطرفة وهروبهم اليها بحثا عن الموت لهم ولغيرهم. لمزيد من مقالات عماد حجاب;