جاءت أحداث تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالاسكندرية صباح عيد «السعف» الذى يحمل معنى السلام والمحبة وحشية وصادمة، كذلك جاءت تفاصيل الكشف عن هذه البؤرة التكفيرية التى نفذت التفجيرين الانتحاريين، ولكن المتأمل لأعضاء هذه الخلايا يكتشف حقائق مذهلة ووقائع مؤلمة تحتاج للبحث والدراسة. أولا: خلايا تفجير الكنائس الاخيرة صناعة مصرية، من حيث اعتناق الفكر التكفيرى والتفجير الانتحاري، بعد رواج فتاوى «التكفير والاستحلال» للآخر من دعاة الفتنة والتحريض على القتل خلال السنوات الاخيرة، وكانت أخيرا فتوى القرضاوى «بجواز تفجير النفس فى تجمع تابع للدولة أومؤسساتها بأوامر الجماعة» دون رد من ذوى الشأن؛؛ وسوف تتولد هذه الخلايا وتتكاثر مادام هؤلاء طلقاء فى صناعة الإرهاب باسم الدين؛؛ ثانيا: ضبط عدد كبير من كتب التكفير لهؤلا «الدعاة» داخل وكر سبعة من كوادر هذه البؤرة التكفيرية عقب تصفيتهم فى معركة مع الشرطة بجبل أسيوط الشرقي، فى اليوم الثانى لتفجير «الكنيستين» كانوا يعدون لتفجير بعض الكنائس بأسيوط وسوهاج، يؤكد أن هؤلا «قنابل موقوتة» فى يد الإرهابيين الحقيقيين الذين لم تطلهم يد العدالة بعد. ثالثا: المفاجأة أن هناك 17 تكفيريا من هذه البؤرة ينتمون الى قرية «الاشراف» البحرية بقنا، من بينهم انتحارى الكنيسة المرقسية وهوحاصل على معهد حاسب آلى ويعمل على حفار بشركة بترول ويتقاضى راتبا كبيرا، بينما انتحارى كنيسة طنطا حاصل على ليسانس آداب، وميسور الحال أيضا، فضلا عن أن الخلية تضم بين أعضائها، اثنين من الاطباء ومحاميا وإخصائيا اجتماعيا بمعهد أزهرى وأخرين حاصلين على درجة البكالوريوس فى الحقوق والتجارة.. الخ، فكيف تحول هؤلاء الى مشاريع انتحارية؟؛ فلا ينقصهم التعليم أوالمال؛ ولكنها صناعة التكفير والتحريض على قتل الآخر؛ فهى أشد فتكا من صناعة الصواريخ المدمرة؛ ومن هنا كان الالحاح على تطوير الخطاب الديني؛ لإيقاف نزيف الدماء وسقوط الابرياء؛ ولكن يبدو أنه مطلب لا يجد آذانا مصغية؛ لذلك تنتشر عدوى «التكفير» وقتل الآخر بسرعة عندما تجد أرضا خصبة لها، فى ظل تراجع دور علماء الدين والتعليم والفكر والثقافة .. وأخيرا الامن ..؛؛ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى