عاشت مصر ساعات حزينة وهى تودع شهداء كنيستى مارجرجس طنطا ومارمرقس الاسكندرية الذين اغتالتهم يد الإرهاب الآثمة فى أثناء صلاة قداس أحد السعف صباح أمس الأول وجاءت جنازة الشهداء تدمى القلوب وحضرها الآلاف من المصريين يتقدمهم لفيف من المطارنة والاساقفة وتعالت صرخات الاهالى المكلومة ممزوجة بالزغاريد والتصفيق مع دخول جثمان كل شهيد، وحسب الطقس الكنسى لم تقم صلاة الجنازة المعتادة لأنه فى أسبوع الآلام الذى بدأ عقب قداس أحد السعف لا تقام صلاة جنازة على الموتي، ولكن قرأت على الجثامين صلاة «البصخة» التى تقام فى أيام أسبوع الآلام ونقل الانبا بولا للحاضرين كلمة تعزية البابا تواضروس فى جنازة شهداء طنطا كما نقل الأنبا دانيال أسقف المعادى الكلمة التى وجهها لشهداء الإسكندرية وقال البابا : «مع عيد دخول المسيح أورشليم نودع أحباءنا شهداء كنيسة مارجرجس فى طنطا الذين اختارتهم السماء فى يوم عيد يحملون سعف النخيل مع أغصان الزيتون ليعيدوا فيستقبلهم المسيح بنفسه لأنهم على رجاء القيامة رحلوا، كانوا صائمين ومستعدين للأسرار المقدسة، وكانوا فى حال الصلاة مسبحين بكل قلوبهم .. فى زمن الآلام اجتازوا الآلام ليفرحوا بالقيامة المجيدة، ألم الفراق يعتصرنا، ولكن أحضان المسيح تعزينا .. نتألم لرحيلهم، ولكننا لأننا نحبهم، فإنهم أحياء فى قلوبنا .. يصلون عنا وعن مسكنتنا، تعزيتى القلبية لكل الأسر المتألمة وصلاتى من أجلهم ومن أجل الجرحى والمصابين كما أرسل البابا تواضروس رسالة عزاء تلاها نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادى خلال صلاة »تجنيز« شهداء كنيسة مارمرقس الاسكندرية التى أقيمت فى دير مارمينا كينج ماريوط جاء فيها : قال القديس بولس الرسول: «لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته» كلمات اختبرها هذاالقديس، وها نحن نعيشها مع وداع أبنائنا الأحباء الشهداء من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. فى يوم عيد وفرح واستقبال المسيح الوديع بالسعف والورد والتسابيح مع الألحان استعدادًا لبدء أسبوع الآلام الخلاصية، وبعد أن حضروا صلوات التجنيز العام، تهيأوا للرحيل يرحلو فعلا كماتقول كلمات الوحى الإلهى «ما هى حياتكم إنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل» ويستقبلهم المسيح ضابط الكل فى الأحضان السماوية بكل الفرح بعد أن أكملوا حياتهم الأرضيّة، نياحًا لهم .. نصلى من أجل المصابين والجرحى وكل الذين تأثروا بهذه الأحداث الجسام وليحفظ الله مصر بلادنا وكل أهلنا فيها من كل الشرور، واثقين فى مستقبل مشرق و غد افضل لكل البلاد والعباد. من ناحيته قال الأنبا رافائيل أسقف المجمع المقدس فى صلاة تجنيز شهداء طنطا:اليوم يا أحبائى تودع الكنيسة فى مصر وكل العالم شبابا من خيرة شبابنا كرسوا أنفسهم لخدمة إلهنا الصالح ، مانراه على الأرض أن اللحن توقف إنما فى السماء هم دخلوا يكملوا اللحن .. الله قادر أن يعطى عزاءً للأسر المكلومة وشفاء لكل الأحباء المصابين.