غيب الموت يوم الأربعاء الماضى أحد أبرز علماء الدراسات الأدبية فى مصر والعالم العربى، وهو د. الطاهر أحمد مكى رائد علوم الأندلسيات والأدب المقارن وأستاذ الدراسات الأدبية بجامعة القاهرة، وذلك عن عمر يناهز 93 عاما، حيث ولد الراحل فى السابع من شهر إبريل عام 1924. وبوفاة مكى فقدت مصر عالما فذا، عرف عنه زهده فى الحياة وتفرغه الكامل للعلم، كما أن له أيادى بيضاء فى دراسة الأدب الأندلسى، إلى جانب الدراسات الأدبية الأخرى والنقد والترجمة، فله عدة ترجمات عن الإسبانية والفرنسية، وأيضا تحقيق التراث، حيث حقق مؤلفين عظيمين هما: «طوق الحمامة» و«الأخلاق والسير فى مداواة النفوس» لابن حزم الأندلسي. وكان د. مكى يحظى بحب وتقدير كبيرين بين النقاد «سواء زملائه أو تلاميذه»، فلم يكن يبخل بعلمه وجهوده، فتعلم على يديه الكثير من كبار نقاد الأدب، كذلك حظى بتقدير كبير على صعيد الجوائز، فحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1992، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة التميز من جامعة القاهرة عام 2009. ولم تقف جهود الراحل عند حدود مصر، بل تعداها إلى دول أخرى، حيث درّس الأدب فى جامعات عدة دول عربية، هى: تونس والمغرب والجزائر والإمارات، كما عمل فى جامعات كولومبيا وإسبانيا، وكان لذلك أكبر الأثر على اطلاعه على الأدب المكتوب باللغة الإسبانية، وهو ما انعكس على جهوده فى دراسة الأدب الأندلسى، فكانت دراساته تتسم بالعمق والثراء والتميز. ومن أشهر مؤلفاته «امرؤ القيس: حياته وشعره»، و«بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال»، و«الأدب الأندلسى من منظور إسباني»، و«الأدب المقارن أصوله وتطوره ومناهجه»، و«دراسة فى مصادر الأدب»، و«مقدمة فى الأدب الإسلامى المقارن»، و«أصداء عربية وإسلامية فى الفكر الأوروبى الوسيط»، ومن أبرز ترجماته: «الحضارة العربية فى إسبانيا» تأليف ليفى بروفنسال، «التربية الإسلامية فى الأندلس: أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية» تأليف خوليان ريبيرا. وقد نعى وزير الثقافة حلمى النمنم د. مكى، ووصفه بأنه «واحد من رواد الأدب المقارن فى مصر والوطن العربى، وأكد أنه أثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات المقارنة بين الأدب العربى والأدب الأندلسى والأمريكى»، كذلك نعته مختلف المؤسسات الثقافية والعلمية وفى مقدمتها وزارة التعليم العالى واتحاد الكتاب.