بكل تأكيد أن الأعمال الإرهابية الشيطانية الخبيثة الأخيرة التى وجهت إلى إخواننا المسيحيين فى مدينة طنطا والإسكندرية بهدف ضرب الوطن وبث الفتنة بين أبنائه أدمت قلوب جميع المصريين، بل زادت قوة وصلابة العلاقة الأبدية بين مسلمى ومسيحيى الوطن.. بأى ذنب قتلوا أبرياء أطفال وشيوخ ونساء وشباب يؤدون صلاتهم وشعائرهم الدينية شهد الحادث الأليم استشهاد اثنيتن من قوة الشرطة النسائية فى عام المرأة المصرية.. وهو يعد الأول فى تاريخ الشرطة، وهما تؤديان عملهما وواجبهما ليسطرا بدمائهما صفحات جديدة مضيئة للتضحيات وللدور العظيم لجهاز الشرطة على مدى تاريخه لتوفير الحماية والأمان للمواطن وللوطن. اللواء حنان محمود عبد الواحد تقول فقدنا اليوم اثنتين من الشرطة النسائية العميد نجوى عبد الحميد الحجار والشرطية أسماء أحمد.. التقيت بالشهيدة نجوى فى آخر فرقة تدريبية بمعهد تدريب الشرطة عام 2015، وقد كانت بفرقة قيادة وسطى، وكان زوجها اللواء عزت عبد القادر معى بالقيادات العليا.. كان يجمعنا وباقى الفرق طوابير اللياقة الصباحية الجماعية والندوات الثقافية، كنا نجتمع وباقى الضابطات الدارسات بالمعهد من مختلف الرتب فى أوقات الراحة نتجاذب الحديث حول العمل والمأموريات التى ننزل فيها لتأمين التجمعات، وفى طوابير الرماية خلال الفرقة تفوقت العميد نجوى وحصلت على المركز الأول على فرقتها، وكانت جميعهن كما كانت هى يوددن المشاركة فى شرف الخدمات بشمال سيناء لمكافحة الإرهاب، وكنا نرى أننا يمكن أن نقوم بأدوار ومهام متميزة لكشف العناصر الإرهابية المتخفية داخل المناطق السكنية، لكن لم يتح لنا هذا الشرف.. ولكن العميد نجوى لم تكن تعلم ما يخبئه القدر لها ونالت شرف الشهادة وهى تؤدى عملها وواجبها فى حراسة وتأمين احتفال إخوننا المسحيين فى دار عبادة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وبقدر ما كانت تتمنى أن تكون فى صفوف المحاربين إلا أنها كانت تشعر بالقلق حال غياب زوجها اللواء فى مأموريات خطيرة وقلق أكبر على إبنها النقيب محمود عزت والبطل الشهيد الملازم إسلام عزت.. كانت جادة وملتزمة تحترم عملها وتعطيه حقه وفى نفس الوقت كانت أما وزوجة مصرية حنونة. أما العريف أسماء فكانت تقف على بعد خطوات قليلة من العميدة نجوى الحجار أمام الباب الرئيسى لكنيسة المرقسية لتفتيش السيدات لدى دخولهن للكنيسة، ولا تدرى أن القدر سوف يحرمها من طفلتها التى لم تفطم بعد.. وكانت هى الأخرى تدهش الكثيرين من حولها عن كيفية توفيقها بين زوجها وأطفالها ونجاحها فى العمل وكانت اجابتها المتكررة أنها تراعى الله فى الجميع فيكتب لها النجاح فى كل شىء. تضيف اللواء حنان: بقدر سعادتى لنيل هاتين الشهيدتين شهادتيهما إلا أن الأمر مؤلم وجرحه عميق.. نعم هذا قدرنا فقد فقدنا خلال السنوات الأخيرة خيرة الزملاء فى كرداسة والنهضة والعريش.. القلب يعتصر بأنين مكلوم على زملاء معهم ذكريات العمل وأداء الواجب، لكن زاد من تماسكنا وعزيمتنا على مواجهة الإرهاب والوقوف صفا واحدا.. ولن يثنى هذا العمل الغشيم كل فرد من الشرطة عن أداء واجبه فى توفير الأمن للمواطن المصرى وحماية الوطن.