اليابانيون لديهم عادة تشبه شم النسيم فى مصر, حيث يجتمع الشعب تحت شجرة الزهور ال «ساكورا», ويقيمون وليمة «هانامي» احتفالا بقدوم الربيع, والكلمة تعنى «مشاهدة الزهور». أزهار ال «ساكورا» ألوانها أبيض أو وردى فاتح, ويزهر الشجر قبل إنبات الأوراق، وفترة إزهاره قصير جدا، من أسبوع إلى عشرة أيام فقط. وتتفتّح دفعة واحدة, ويسقطها نسيم الربيع، فيشكل مشهدا مدهشا. ويبدأ إزهار ال«ساكورا» فى محافظة «كاغوشيما» أواخر مارس, وينتقل إلى الشمال, وفى محافظة «هوكايدو» أوائل مايو، وفى هذة الفترة, يهتم اليابانيون بإزهار ال «ساكورا» فى التلفزون والراديو. ويستعدون بالأطعمة والمشروبات الكحولية لوليمة الساكورا. والمشروبات التقليدية المصنوعة من الأرز هى «ساكي», و«شوتشو» الذى يصنع من الأرز والبطاطا الحلوة والشعير، لكن ساكى الأرز المشروب المحبب فى المناسبات الفصلية. وبعد سقوط أزهار الساكورا فى محافظات الجنوب يسافر بعض الناس إلى محافظات الشمال للمشاركة فى وليمة ساكورا جديدة، ابتهاجا بالربيع، ويفضلون النوم تحت الأشجار فى الهواء الطلق. يرجع البعض كلمة «ساكورا» إلى إلهة «كونوهانا ساكو يانوهيمي» فى الأساطير اليابانية، وتعنى «السيدة الجميلة كأزهار الساكورا», وهى إلهة الزهور والازدهار وتجلس على قمة الجبل المقدس «هوجي». أصبحت «الساكورا» رمزا لهذه الإلهة الجميلة, وللربيع الرائع أيضا, لذا يطلق اليابانيون إسم «ساكورا» على البنات كثيرا فى كافة الأجيال. وأدخلوه فى اشتقاقات كثيرة مثل «ساكورايي» أى «بئر الساكورا», و«ساكوراغاوا» بمعنى «نهر الساكورا», و«ساكورادا» حقل «الساكورا», و«ساكوراغاوكا» أى «تل الساكورا»، وغيرها كثير. وتظهر زهور الساكورا فى الأدب واللوحات التقليدية والفنون الحديثة. وهى مطبوعة على صفحات جواز السفر الياباني, ومنقوشة على العملة المعدنية، ومرسومة على العملة الورقية. وتستخدم كشارة لرتب قوات الدفاع المدنى اليابانية. وتسمى الشرطة فى فصل الساكورا «ساكورادامون» لأنها تنشغل بحراسة الناس الذين يحتفلون فى حدائق «الساكورا». واليابانيون لا يصنعون ضوضاء وهم يشربون «الساكي», وكثير منهم ينامون, ويجئ دور الشرطة فى حماية أطفالهم، بعدما ازداد اختفاء الأطفال. و كانت «وليمة هانامي» تحت شجرة الزهور ساكورا من عادات النبلاء فى القرن التاسع, وانتشرت بين الطبقة الشعبية فى القرن السابع عشر، وأقيم معبد «كانييجي» فى طوكيو عام 1625م، و زرعت أشجار الساكورا فى حديقته، وتبلغ حوالى 800 الآن, ويزوره حوالى ملوينى شخص فى فترة الساكورا. ويوجد مثل هذه الحديقة عدد لا يحصى فى اليابان، ويتفاءل اليابانيون بمقابلة أى فتاة تحمل اسم «ساكورا», ومن يصادفها يعتبر نفسه محظوظا، لاعتقادهم أت إلهة الزهور «كونوها ناساكو يانوهيمي» تحضر مع النسيم والربيع والساكورا إلى الدنيا.