دموع الحزن انسابت على جوانب الساحة الرياضية خلال الأيام القليلة الماضية .. سقط أكثر من بطل واعد سواء داخل المضمار أو خارجه وتوالت التساؤلات حول المسئول عن هذه المأساة، وانحصرت فى النهاية بين الإهمال والقضاء والقدر.. وهو ما حاول الكثيرون تفسيره لما جرى لإسلام ناصر لاعب المنتخب الوطنى للدراجات، الذى توفى بعد توقف فى عضلة القلب ليفارق الحياة عن عمر يناهز ال 23 عاما، بالبطولة الإفريقية بجنوب إفريقيا، حادثة تُعد فى إطار القضاء والقدر نظرا لوفاته المفاجئة دون اصطدام أو تعرضه لإهمال. ولعل ما هز الجميع خلال الايام الماضية قصة قفزة الثقة التى تسببت فى مقتل طالب فى الصف الثانى الثانوى يدعى محمد بدر، من قرية أشمون بمحافظ المنوفية، وكان يخضع لبرنامج تدريبى داخل الاستاد مع مئات الطلاب لإحدى أكاديميات التأهيل للكليات العسكرية والشرطية، والتى قامت بتأجير أحد حمامات السباحة باستاد القاهرة؛ لتدريب الطلاب على قفزة الثقة وجميع التدريبات التى يمكن مشاهدتها فى اختبارات الكليات العسكرية والشرطية، واصطدم الطالب بأحد زملائه ليسقط مغشياً عليه ويفارق الحياة، وتم اكتشاف الجثة فى اليوم التالي. كما شهد نادى صيد المحلة حالة من الإهمال الشديدة حيث قام مدرب الفريق بإقامة تقسيمة بين لاعبات الفريق بعد انتهاء مباراة فريقه أمام مركز شباب الخولى فى دورى كرة القدم النسائية بدون وجود سيارة إسعاف وغياب طبيب الفريق، وفى أثناء التحام اللاعبة مع زميلتها بالملعب سقطت على الأرض وفقدت وعيها، وابتلعت لسانها ولم يتم إسعافها حتى فقدت حياتها. ويعود تاريخ الموت المفاجئ فى الملاعب لأول مرة لعام 1956 فى ندوة دولية للطب الرياضى عندما تحدث الطبيب المعروف آنذاك الدكتور فرى عن موت مفاجئ لثلاثة رياضيين فى العاصمة اليوجسلافية بلجراد فى رياضة المشى وكانت أعمارهم بين 23 و25 سنة ومنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بالموت المفاجئ على ملاعب وميادين الرياضة وبدأ الطب الرياضى يعكف على دراسة الحالات التى تحدث وفى الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال يوجد سنويا بين 10 و 15 حالة وفاة ويكون معظمها للاعبين شباب أو فى مقتبل العمر، وفى تاريخ الألعاب الاوليمبية سجلت أيضا عدة حالات للموت المفاجئ ولكنها كانت ناتجة عن تناول المنشطات وكان معظمها فى رياضة سباق الدراجات وذلك خلافا للحالات العديدة الأخرى التى كانت تحدث لرياضيين عرفوا بأنهم فى صحة جيدة ولا يعانون أى أمراض أو عدوى تماما مثل قوية ولا يتناولون أية منشطات ولا عقاقير محظورة كما أن التشريح الطبى لم يسفر عن أى رأى قاطع لأسباب الوفاة. وتشير الدراسات إلى أن رياضة سباق الدراجات تحتل الصدارة فى قائمة الموت المفاجئ.. تليها ألعاب القوى وبصفة خاصة سباق المسافات القصيرة.. ثم كرة القدم.. وأخيرا التزلج للمسافات الطويلة. وتتقاسم هذه الألعاب كلها فى أنها تتطلب بذل جهد كبير يؤدى بالرياضى إلى الإرهاق مع مرور الأيام والمواسم والسنين حيث إن قلب بطل المسافات القصيرة يصفه خبراء الطب الرياضى بأنه قلب ذو متطلبات جهد عالية ويأتى بعده مباشرة قلب لاعب كرة القدم المصنف على أنه ذو متطلبات كبيرة وهذه المتطلبات تحتم على الرياضى بذل جهد عالى بأقصى درجة من الشدة فى أقل فترة زمنية كما يحدث فى سباق 100 متر سرعة أو عندما يدخل لاعب كرة القدم فى موقف متشعب يتطلب منه بذل مجهود بدنى وفكرى وتكتيكى ومعنوى كبير فى وقت زمنى لا يتجاوز الدقيقة الواحدة مثلا. وقائمة الضحايا من النجوم العرب كثيرة ومنها ما حدث لثلاثة رياضيين من مصر خلال أسبوع واحد وكأمثلة للموت المفاجئ فى الملاعب فى الماضى نذكر حالة نجم الكرة التونسية المرحوم الهادى بن رخيصة الذى توفى عندما سقط على أرض الملعب أثناء مباراة الترجى التونسى مع فريق ليون الفرنسى وهنا يعود اسم ليون الفرنسى لذاكرة الموت المفاجئ مع وفاة فويه وكذلك نذكر اللاعب الجزائرى عمر محنون المحترف بفرنسا الذى وفاه الأجل وبنفس الطريقة والأمثلة عديدة ومعظمها حصلت للاعبين يحملون قلوبا سليمة وأجسادا قوية وصلبة تماما. ويرجع يرجع خبراء الطب الرياضى أسباب الموت المفاجئ فى الملاعب الرياضية إلى الأسباب الرئيسية : توقف عمل الجهاز الدورى التنفسى ويؤدى إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب. الموت بصدمة (انفى لاكتيك) وهذه الصدمة ترادفها فى المعجم الطبى الموحد الصادر عن اتحاد الطب العربى مصطلح التأقى . حالات الموت أثناء الغطس. الحالات التى يتعرض فيها الرياضى لما يعرف ب coltapsus ومرادفه فى اللغة العربية الوهن وهو قصور فى أجهزة اللاعب يتطور بصورة مفاجئة وسريعة وهو فتاك ويؤدى إلى الموت السريع. القصور المفاجئ فى عمل القلب الذى ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ الدماء إلى الأوعية. توقف عضلة القلب عن العمل بسبب قصور فى حصولها على مصدر الطاقة التى تمكنها من أداء عملها وهو المعروف باجليكوجين.