فى البيان الختامى لقمة عمان، أكد قادة الدول العربية أن حماية العالم العربى من الأخطار التى تحدق به، وأن بناء المستقبل الأفضل الذى تستحقه شعوبنا، يستوجبان تعزيز العمل العربى المشترك، المؤطر فى آليات عمل منهجية مؤسساتية، والمبنى على طروحات واقعية عملية، قادرة على معالجة الأزمات، ووقف الانهيار، ووضع امتنا العربية على طريق صلبة نحو مستقبل آمن، خال من القهر والخوف والحروب، ويعمه السلام والأمل والإنجاز. فلسطين استمرار العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفعالة، تنهى الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمنى محدد، لإنهاء الصراع، على أساس حل الدولتين، الذى يضمن قيام الدولة الفلسطينية، المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية والذى يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار. التشديد على ان السلام الشامل والدائم خيار عربى استراتيجي، تجسده مبادرة السلام التى تبنتها جميع الدول العربية فى قمة بيروت فى العام 2002، ودعمتها منظمة التعاون الإسلامي، والتى لا تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية وقدرة على تحقيق مصالحة تاريخية، تقوم على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة على خطوط الرابع من يونيو حزيران 1967، وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وفى مقدمتها قضية اللاجئين، وتوفر الامن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية، ونشدد على التزامنا بالمبادرة، وعلى تمسكنا بجميع بنودها خير سبيل لتحقيق السلام الدائم والشامل. فض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية التى تستهدف تغيير الحقائق على الأرض وتقوض حل الدولتين، ونطالب المجتمع الدولى بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار مجلس الامن رقم 2334 لسنة 2016، والتى تدين الاستيطان ومصادرة الأراضي. دعم مخرجات مؤتمر باريس للسلام فى الشرق الأوسط بتاريخ 15 يناير 2017، والذى جدد التزام المجتمع الدولى حل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم. رفض جميع الخطوات والإجراءات التى تتخذها إسرائيل لتغيير الوضع القانونى والتاريخى فى المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدسالمحتلة، ونثمن الجهود التى تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، لحماية المدينة المقدسة وهوية مقدساتها العربية الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى- الحرم الشريف. المطالبة بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بالقدس، وخصوصا القرارات 252 لسنة 1968 و267 و465 لسنة 1980 و478 لسنة 1980 والتى تعتبر باطلة كل إجراءات إسرائيل المستهدفة تغيير معالم القدسالشرقية وهويتها، وتطالب دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. سوريا شدد إعلان عمان على إيجاد حل سلمى ينهى الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة سوريا، ويحمى سيادتها واستقلالها، وينهى جميع الجماعات الإرهابية فيها، اسنادا الى مخرجات جينيف 1، وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصًا القرار 2245 (2015). فلا حل عسكريًا للأزمة، ولا سبيل لوقف نزيف الدم إلا عبر التوصل إلى تسوية سلمية، تحقق انتقالًا إلى واقع سياسي، تصيغه وتتوافق عليه كل مكونات الشعب السوري. دعم جهود تحقيق السلام عبر مسار جنيف الذى يشكل الإطار الوحيد لبحث الحل السلمي، نلحظ أهمية محادثات أستانا فى العمل على تثبيت وقف شامل لإطلاق النار على جميع الأراضى السورية. تكليف مجلس الجامعة على المستوى الوزارى بحث وضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، بما يمكنها من تحمل الأعباء المترتبة على استضافتهم. العراق التأكيد على أمن العراق واستقراره وتماسكه ووحدة أراضيه ركنا أساسا من أركان الأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومى العربي، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق الشقيق فى جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية، وتحرير مدينة الموصل من عصابات "داعش"، ونثمن الإنجازات الكبيرة التى حققها الجيش العراقى فى تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين، ونؤيد جميع الجهود المستهدفة إعادة الأمن والأمان إلى العراق، وتحقيق المصالحة الوطنية، عبر تكريس عملية سياسية، تثبت دولة المواطنة، وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي، فى وطن آمن مستقر، لا إلغائية فيه ولا تمييز ولا إقصائية. اليمن مساندة جهود التحالف العربى دعم الشرعية فى اليمن، وإنهاء الأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى وقرار مجلس الأمن 2216 (2015)، وبما يحمى استقلال اليمن ووحدته، ويمنع التدخل فى شؤونه الداخلية، ويحافظ على أمنه وأمن دول جواره الخليجية، ونثمن مبادرات إعادة الإعمار التى ستساعد الشعب اليمنى الشقيق فى عملية إعادة البناء. ليبيا التشديد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا، من خلال مصالحة وطنية ترتكز إلى اتفاق الصخيرات، وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي، ونؤكد دعمنا جهود دول جوار ليبيا العربية تحقيق هذه المصالحة، وخصوصًا المبادرة الثلاثية، عبر حوار ليبي- ليبى ترعاه الأممالمتحدة، والتشديد على ضرورة دعم المؤسسات الشرعية الليبية، ونؤيد الحوار الرباعى الذى استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والأممالمتحدة، لدعم التوصل إلى اتفاق ينهى الأزمة، وتأكيد الوقوف مع الأشقاء الليبيين فى جهودهم دحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذى يمثله الإرهاب على ليبيا وعلى جوارها. الإرهاب تكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية، وهزيمة الإرهابيين فى جميع ميادين المواجهات العسكرية والأمنية والفكرية. فالإرهاب آفة لابد من استئصالها، حماية لشعوبنا، ودفاعا عن أمننا، وعن قيم التسامح والسلام واحترام الحياة التى تجمعنا. وسنستمر فى محاربة الإرهاب وإزالة أسبابه والعمل على القضاء على خوارج العصر، ضمن استراتيجية شمولية، تعى مركزية حل الأزمات الإقليمية، وتعزيز قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة، ومواجهة الجهل والإقصاء فى تفتيت بيئات اليأس التى يعتاش عليها الإرهاب، وتنتشر فيها عبثيته وضلاليته. الإسلاموفوبيا والروهينجا الإعراب عن بالغ القلق إزاء تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومحاولات الربط بين الدين الإسلامى الحنيف والإرهاب". ونحذر من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية وضلاليتها، التى لا تمت إلى الدين الإسلامى ومبادئه السمحة بصلة. إدانة أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهينجا المسلمة فى ميانمار. ونعرب عن بالغ الاستياء إزاء الأوضاع المأساوية التى تواجهها هذه الأقلية المسلمة، خصوصا فى ولاية "راخين". ونطالب المجتمع الدولى بالتحرك بفاعلية وبكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية والمدنية والإنسانية بهذا الصدد. حسن الجوار الحرص على بناء علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول الجوار العربي، بما يضمن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية الإقليمية، ورفض كل التدخلات فى الشؤون الداخلية للدول العربية، وندين المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات، وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار وقواعد العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولى وميثاق منظمة الأممالمتحدة. جزر الإمارات الثلاث التأكيد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسي) ونؤيد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعو إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة إيجاد حل سلمى لقضية الجزر الثلاث، من خلال المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. الصومال تهنئة الاشقاء فى جمهورية الصومال على استكمال العملية الانتخابية، ونؤكد دعمنا لهم فى جهودهم إعادة البناء، ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية ومحاربة الإرهاب. قرارات اقتصادية واجتماعية تجديد الالتزام بدعوة بيان قمة الكويت للعام 2014 الجهات المعنية بالعملية التعليمية فى الدول العربية إحداث تطور نوعى فى مناهج التعليم، خصوصا المناهج العملية لضمان أن يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التى تتيح الاسهام فى دفع عملية التنمية، وتحقيق النهضة العربية الشاملة. فتطور التعليم وتحسين مناهجه وأدواته وآلياته شرط لبناء القدرات البشرية المؤهلة القادرة على مواكبة العصر، وبناء المجتمعات العربية المستنيرة المنافسة. تكليف المجلس الاقتصادى والاجتماعى لجامعة الدول العربية إعداد خطة عمل لتنفيذ قرارات القمم السابقة المستهدفة تطوير التعاون الاقتصادى العربي، وزيادة التبادل التجاري، وربط البنى التحتية فى مجالات النقل والطاقة، وتعزيز الاستثمارات العربية فى الدول العربية، بما يساعد على احداث التنمية الاقتصادية الإقليمية، وتوفير فرص العمل للشباب العربي. وثمن القادة العرب فى هذا السياق ما تحقق من إنجازات فى مجال التنمية المستدامة التى يجب أن تسعى السياسات الاقتصادية إلى تعظيمها. وتكليف المجلس أيضا وضع مقترحات لتنمية الشراكة مع القطاع الخاص، وإيجاد بيئة استثمارية محفزة. التشديد على دعم الجامعة العربية وتمكينها حاضنة لهويتنا العربية الجامعة، وعلى تحقيق التوافق على توصيات عملية تسهم فى تطوير منهجيات عملها، وتزيد من فاعلية مؤسسات العمل العربى المشترك ومنظماته المتخصصة، بما يعيد بناء ثقة المواطن العربى بجامعته ومؤسساتها. تأكيد استمرار التشاور والتواصل من أجل اعتماد أفضل السبل وتبنى البرامج العملية التى تمكننا من استعادة المبادرة فى عالمنا العربى والتقدم فى الجهود المستهدفة لحل الأزمات. عميق الشكر للأردن، ولشعب المملكة المضياف وحكومتها، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الإعداد المحكم للقمة، والامتنان للملك عبد الله الثانى ابن الحسين، على إدارته الحكيمة لمجريات القمة، وعلى ما بذل من جهود، جعلت من قمة عمان منبرا لحوار عملى إيجابى صريح، أسهم فى تنقية الأجواء العربي.