منذ عدة شهور استفزنى إعلان تليفزيونى عن مسلسل كوميدى جديد يتفاخر منتجوه بأنه النسخة العربية لمسلسل أمريكى شهير. وكان الإعلان يبدأ بلقطات من المسلسل الأمريكى يعقبه رسائل إعلامية مفادها (هل تذكر هذا المسلسل الأمريكى .. لقد أنتجنا لك نسخة بالعربية). وعاد الاستفزاز مرة أخرى منذ أيام حين شاهدت إعلانات لقناة فضائية على كوبرى أكتوبر عن برنامج مسابقات جديد هو نسخة من برنامج تم إنتاجه فى دولة آسيوية منذ سنوات ويتفاخر منتجوه الآن بأنه .... بالعربي. ما هذا العبث الذى لا ينتهي، ألا يوجد فنان حقيقى فى مصر قادر على ابتكار فكرة جديدة سواء لمسلسل أو برنامج مسابقات يجذب الجماهير ويحقق ربحا للقنوات الفضائية؟ قد يقول البعض إننا اعتدنا خلال السنوات الماضية على نقل كثير من الأفكار التليفزيونية الغربية بعد تعريبها ومنها "من سيربح المليون" وبعده توالت البرامج الأخرى .. وهذا الرأى على وجاهته يعكس عمق المشكلة وهو أننا مجتمع لا ينتج أى شيء تقريبا ونستورد حتى أفكار البرامج التليفزيونية. ألا يمكن لفنان مصري، أو إعلامى ممن يتقاضون الملايين، أن يأتى بفكرة برنامج للمسابقات ترتبط بالأهرامات أومعابد الأقصر أونهر النيل ثم يتحول البرنامج فى ظل الاهتمام الدولى بالحضارة الفرعونية إلى برنامج عالمي؟ آلا توجد قناة محترمة تنفق نصف ما تنفقه لشراء حقوق تلك البرامج على دعوة خبير عالمى ليعلم العاملين فيها كيف يفكرون ثم ينتجون تلك البرامج بدلا من استيرادها جاهزة؟ من غير المقبول أن يتحول مثقفو مصر وفنانوها إلى ببغاوات وقردة يقلدون فقط ما يقوم به الآخرون.. والله عار عليكم. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله;